اختص الله سبحانه وتعالى بعلم الساعة وذلك لحكمته سبحانه وتعالى بخلقه كما أن إخفاء أمر الساعة فيه منفعة ولا تتم هذه المنفعة إلا بإيهام وقتها: ولكي يخشي أهل كل زمان إتيانها فيستعدوا لها بالعمل الصالح ولكي يتخوفوا وقوعها بين وقت وآخر فيكثروا من عمل الطاعات واقتضت الحكمة التشريعية ذلك فإن ذلك أدعى إلى الطاعة وزجرا للمعصية• فلا يعلم قيام الساعة ملك مقرب ولا نبي مرسل وستكون في إتيانها فجأة على حين غفلة من غير توقع ولا انتظار ولا إنذار ومما يؤيد ذلك استئثار الله تعالى بعلم الساعة وإخفاء وقتها قوله تعالى "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة: يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون"• وقال تعالى "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"•