مباركة الصغرى هذه القصة ليست سيناريو لفيلم محبوك من وحي الخيال، بل هي واقعة حقيقية تتعلق بشقيقتين تحملان اسما واحدا، وتستخرجان شهادة ميلاد مشتركة بينهما. * حيث وقع الخطأ -حسب السيدة مباركة التي زارتها "الشروق اليومي" في بيتها بباش جراح- منذ أن ذهب عمهما سنة 1953 لعقد قران أكبرهن والمدعوة آنذاك زينب مع زوجها الثاني وبشهادة ميلاد الصغرى، فطمست بعد ذلك هوية "زينب" وبقيت "مباركة". * والمضحك في قضيتهما أن بلدية ڤنزات بسطيف تصدر لهما شهادة ميلاد وبها تواريخ ثلاثة عقود زواج، اثنان للكبرى وواحد للصغرى، على أساس أن المعنية بالشهادة شخص واحد..! الأمر كان عاديا تقول مباركة الصغرى، ولكن النزاع بين الشقيقتين طرح أمام العدالة عندما اكتشفت هذه الأخيرة أن أختها تتقاضي منحتها بفرنسا، فقدمت شكوى ضدها يوم 20 جوان 2006 متهمة إياها بانتحال هويتها وتزويرها لوثائق رسمية واستعمالها. * وأكدت الشاكية وقتها أن شقيقتها استخرجت وثائق باسمها وهي بطاقة الإقامة لدى السلطات الفرنسية وجواز سفر جزائري واختلست منحة التقاعد الممنوحة لها بفرنسا منذ سنتين، كما سجلت عقد زواج باسم مباركة رغم أن اسمها الحقيقي زينب، ولكنها استفادت من حكم البراءة أمام محكمة الحراش، مع ملاحظة أن النزاع القائم بين الطرفين ذو طابع مدني، وتم تأييد الحكم من طرف المجلس. الضحية استأنفت الحكم وتوجد القضية الآن أمام المحكمة العليا والتي لها خيار رفض الطعن أو إحالة القضية على مجلس مشكّل من هيئة أخرى. * "الشروق" لدى زيارتها ل "مباركة الصغرى" في بيتها اطّلعت على كل الوثائق، ففي الدفتر العائلي للشقيقتين مسجل به زينب الأخت الكبرى مولودة في 1 أوت 1932 وتليها مباركة في 15 جوان 1929، وبقية الإخوة. وحسب عقود الزواج، فإن زينب والمتواجدة بباريس حاليا، تزوجت في 25 ماي 1949، ولما توفي زوجها الأول عقدت قرانها مع الثاني في 10 مارس 1953 بشهادة ميلاد أختها الصغرى زينب، والتي تزوجت في 22 مارس 1952. تقول الضحية إن زوجها صدم عندما ذهبا معا للاستفسار عن منحة التقاعد بباريس سنة 2003، عندما أخبروه أنه طلّق مباركة وتزوج بمباركة! وهو ما قيل له ببلدية ڤنزات. * ومن مفارقات القضية أن لكل شقيقة ابنة مولودة في 1969 وابن مولود في 1971 وأن لكليهما أولاد يعيشون بباريس، ولكل واحدة ابنة تعيش بالجزائر!؟ * عندما انتهت زيارتنا لإحداهما، تساءلنا في قرارة أنفسنا.. هل كنا مع الصغرى أم الكبرى...؟!. *