تنظر، اليوم، محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة في ملف المناقصة التي أعلنت عنها شركة سوناطراك في 2002، والمتعلقة بإنجاز قاعدة حياة بالمنطقة المسماة "آرار"، ناحية السطح بأعالي الجنوب الجزائري، الخاصة بإيواء عمال وإطارات الشركة؛ حيث يتضمن هذا المشروع إنجاز 08 عمارات بها 96 استوديو، و16 أخرى ب 256 استوديو لفائدة أعوان التحكم، إضافة إلى 10 عمارات أخرى تتضمن 40 مرفقا للإطارات السامية وثلاث فيلات بمجموع 15 مرفقا• وستحاول جنايات العاصمة، اليوم، فك الرموز وخبايا تمكن شركة ITGA الفرنسية لممثلها ومسؤولها "هوارد ميشال أندري" من الحصول على الصفقة على حساب GEPCO و COSIDER، الشركتان الجزائريتان المختصتان في البناء، على الرغم من أن الشركة الفرنسية هي مجرد مكتب مختص في الدراسات، حسبما أفاد به المدعو "سيمون جون جاك فاندوفيل"، أحد المساهمين السابقين في هذه الشركة، الذي فجر القضية من خلال مراسلة مجهولة الهوية، وتم إجراء اتصالات هاتفية فيما بعد، كشف من خلالها أن شركة ITGA لا علاقة لها بمشاريع البناء، إلا أنها فازت بالصفقة بفارق تعدى 54 مليار سنتيم للملاحق GEPCO وأكثر من 128 مليارا بالنسبة إلى مؤسسة COSIDER؛ حيث تقدمت الشركة الفرنسية بعرض تجاري قدر ب 131 مليار سنتيم، أما COSIDER فقد حددت عرضها الختامي ب 259 مليار سنتيم واستطاع التحقيق المجرى على القضية، اعتمادا على الرسالة المجهولة الهوية التي تحدثت عن تواطؤ إطارين من سوناطراك ساهما في ظفر الشركة الفرنسية بالصفقة مقابل الحصول على رشوة، حسب "فاندوفيل"، وصلت قيمتها إلى 150 مليون سنتيم، تم منحها لأحد المقربين بالمديرية العامة للقروض مقابل مساعدته في عملية حصول شركة ITGA على كفالة الضمان، التي تعطي لهذه الأخيرة الحق في الحصول على قروض من القرض الشعبي الجزائري ب 10% لمباشرة أعمالها• أما الإطاران فقد وعدهما مسؤول شركة ITGA بالحصول على رشوة إضافية زيادة على الإيواء والتكفل بهما ماديا بفرنسا• وحاول "هوارد ميشال"، مسؤول شركة ITGA بكل الطرق الظفر بالصفقة التي أعلنت عنها سوناطراك، حيث ضمن ملفه تصريحات تفيد أن شركته تضافرت مع كل من شركات ITGF، ITGI، METALEX، 3 HEXPANSION للقدرة على مسايرة المشروع من ناحية الإمكانيات المادية والبشرية، إلا أن إفادات "فاندوفيل"، صاحب الرسالة، ذهبت في الإتجاه المعاكس من ذلك، حيث كذب وجود تضافر بين هذه الشركات، وكشفت عن أسماء شركات لا توجد أصلا بفرنسا مثل ITGF و3 HEXPANSION وأوضح أن شركة ITGI متواجدة بالفعل بفرنسا، غير أنها مختصة في تسيير الوقت، في حين أن METALEX كان مقرها متواجدا بتركيا وهي متوقفة عن العمل منذ 15 سنة• واستطرد السيد "فاندوفيل" في مكاملة هاتفية مع السلطات التي أجرت التحقيق، قائلا فيما يخص كفالة الضمان المزورة المتعلقة بالدفع المسبق من وكالة القرض الشعبي الجزائري بواد حيدرة، بأن "هوارد ميشال" استنسخها بواسطة جهاز السكانير بتغيير مدة صلاحيتها من تاريخ 16 أكتوبر 2004 إلى 16 أكتوبر 2005 لتقبلها الشركة صاحبة المشروع، بالنظر إلى أنه لا يتم قبول كفالة ضمان منتهية الصلاحية قبل انتهاء المشروع• وفي هذا السياق، صرح المدعو "خ• عبد القادر"، مدير وكالة القرض بحيدرة، أنه أخطر الشركة بعدما عاين التزوير لما عرضت النسخة المقدمة لسوناطراك عليه، أما "هوارد ميشال" فقد اعترف بتزوير الوثيقة، وأنكر بالمقابل أنه هو من قام بذلك، متهما "فاندوفيل" بالقيام بذلك لما تم تقديمها لسوناطراك• وكشف التحقيق عن وجود عدة تجاوزات حصلت في الصفقة العمومية التي تحمل رقم 97/03/ /ST1 المبرمة بين شركة ITGA وسوناطراك، خاصة فيما يتعلق بتسريب المعلومات المتعلقة ب COSIDER وGEPCO وتزوير كفالة الضمان التي تقدم بها القرض الشعبي الجزائري، وكالة واد حيدرة، ناهيك عن التصريحات الكاذبة ل "هوارد ميشال" حول وجود تناسق بين شركته وعدة شركات أخرى لإنجاز المشروع، مع العلم أن السيد "فاندوفيل" تطرق في رسالته المؤرخة في 18 أفريل 2004 إلى وجود عمليات نصب واحتيال راحت ضحيتها سوناطراك بمبلغ كلي قدر ب 131.332 مليار سنتيم قيمة الصفقة رقم 03.97 / ST / 1، كما يتابع المتهمون في قضية الحال بجناية التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية ومصرفية وتبديد أموال عمومية وإبرام صفقات مخالفة للتشريع• للعلم، فقد تم تأجيل النظر في القضية خلال الدورة الجنائية الماضية لإحضار الشاهد الرئيسي في القضية السيد "فاندوفيل"، صاحب الرسالة المجهولة الهوية لتأكيد التصريحات التي أدلى بها للمحققين بواسطة الهاتف•