أنكر، الإثنين، بمحكمة جنايات العاصمة الفرنسي هوارد ميشال، مدير شركة (أي. تي. جياف) الفرنسية توّرطه في تبديد أكثر من 131 مليار سنتيم من شركة سوناطراك. * * وذلك إثر فوز شركته بمناقصة لإنجاز قاعدة حياة بمنطقة أرار بإيليزي، لصالح إطارات سوناطراك في 2003. حيث يُنسب للفرنسي هوارد ميشال تزويره لوثيقة الكفالة والتي بموجبها استطاع الاستفادة من قرض * ب131 مليار سنتيم من القرض الشعبي الجزائري، للبدء في المشروع، بالإضافة لتزويره الملف التقني لشركته والذي بموجبه فاز بالمناقصة، حيث تؤكد الخبرة القضائية بأن شركة (أي. تي. جياف) الفرنسية غير مختصة في مجال البناء والأشغال العمومية كما زعمت، وأنها لا تحوز الإمكانيات والوسائل المادية اللازمة، لإنجاز المشروع، وهو ما جعله يستعين، حسب الملف القضائي بإطارين من سوناطراك وهما متهمين في القضية، حيث يُنسب إليهما تكفلهما بإخراج أسرار الشركات التي تقدمت للمناقصة، فاستغل الفرنسي تلك المعلومات وقدم ملفا أكثر ملاءمة، وكافأ الإطارين بهدايا ورحلات إلى فرنسا -حسب التحقيق- لكنهما أنكرا هذه الوقائع. * القضية اكتُشفت بعد رسالة مجهولة وجهها الفرنسي جاك فاندوفيل شريك المتهم الفرنسي ميشال في (أي، تي، جياف) لمصالح الأمن يفضح فيها تلاعبات المتهم الفرنسي، وبفتح تحقيق في القضية توّصلت التحقيقات أن الشركة الفرنسية لا تملك الوسائل والمعدات اللازمة لإنجاز407 سكن، لصالح إطارات سوناطراك بالجنوب الجزائري، وأنها استعانت بمقاولين جزائريين لمدها بالمعدات، وهو ما يتناقض مع العقد المبرم بينها وبين سوناطراك. * لكن الفرنسي والذي كان أول المستجوبين أمس، أنكر هذه الوقائع، واصفا شريكه مفجر القضية بأبشع النعوت، محملا تمييز السلطات الجزائرية في التعامل مع الشركات الأجنبية هو ما أثار هذه القضية، ضاربا مثالا عن الصينيين الذين ينجزون الطريق السيار، حيث قال بشأنهم بأنهم لم يدفعوا أبدا تسبيقات مالية قبل انطلاقهم في المشاريع، في حين "أننا وضعنا أموالا طائلة في المشروع قبل الانطلاق فيه" ليستفسره القاضي عن سبب تأخره في إنجاز المشروع رغم مضي فترة زمنية منذ فوزه بالمناقصة، ليرد الفرنسي:"كنا لا نزال في مرحلة الدراسات !!" مؤكدا بأنه فاز بالمناقصة بطريقة شرعية وأن عرضه تفوق على عرضي شركة كوسيدار وشركة أخرى إيطالية، وأنكر علاقته أو معرفته بإطاري سوناطراك المتهميْن ونافيا تقديمه رشوة لهما، وقد تم استجواب المعنيين في ساعة متأخرة من نهار أمس.