هذا النظام الجديد الذي طرأ على امتحانات شهادة البكالوريا، جعل العديد من أولياء التلاميذ الذين وقعوا في الخطأ، يلجأون إلى الصحافة للتنديد بسير امتحانات اللغة الانجليزية ومطالبة وزارة التربية بإعادة الامتحان، على أساس أن الوصاية هي المسؤولة الأولى عما وصفوه "بالمهزلة الثانية" بعد امتحان اللغة العربية، كون أن ورقة امتحان اللغة الانجليزية التي استلمت "الفجر" نسخة منها، لم يتم تقسيمها وفق اللغة المستعملة في تحديد المادة والدورة والمدة ونهاية الامتحان، المتمثلة في اللغة العربية، رغم أن وزارة التربية قامت بتحديد رقم الصفحة فقط• الأساتذة المكلفون بالحراسة رفضوا تقديم توجيهات للتلاميذ حول الموضوع• وقد أجمع معظم التلاميذ في بعض ثانويات العاصمة التي زرناها أن عددا كبيرا من زملائهم لم يتفطنوا للخطأ في المهلة الأولى إلا بعد مرور حوالي ساعة على الامتحان والبعض الآخر لم ينتبهوا للخطأ أصلا - ما يعني حسبهم - أن هؤلاء الممتحنين ضيعوا 12 نقطة كاملة من الامتحان بسبب إجابتهم عن أسئلة الموضوع الثاني بدلا من أسئلة الموضوع الذي وقع عليه اختيارهم، كما ذكر لنا أحد المترشحين، شعبة علوم طبيعية أن مسؤولا بثانوية "إبن الناس" هدد بعض الحراس بإحدى قاعة الامتحان التي كان بداخلها بتسليط عليهم عقوبة بعدما شرحوا للتلاميذ كيفية تقسيم مواضيع الامتحان حتى لا يقعوا في الخطإ• تلاميذ شعبة اللغات الأجنبية تفطنوا للخطأ عكس العلوم الطبيعية والرياضيات وقد ظهر جليا أن الممتحنين في شعبة اللغات الأجنبية، معظمهم تفطنوا للخطأ الذي وقع في تقسيم ورقة الامتحان، بسبب تمكنهم من اللغة الإنجليزية عكس تلاميذ الشعب التقنية والعلوم الطبيعية الذين وجدوا أنفسهم بعد نهاية الامتحان خارجين عن الموضوع كلية، الأمر الذي أثر على معنوياتهم في اليوم الثاني من الامتحان؛ حيث كشف لنا أحد المترشحين بثانوية "إبن هارون" أنه اجتاز امتحان الرياضيات وهو في حالة نفسية محبطة• تلاميذ يحضرون الإمتحانات المسائية تحت أشعة الشمس المحرقة وما يلفت الانتباه أيضا، طيلة اليومين الأولين من امتحان شهادة البكالوريا، هو أن جل التلاميذ حرموا من دخول مراكز الامتحان في فترة النهار إلى غاية انطلاق الامتحان المسائي، بقرار من وزارة التربية، الأمر الذي دفع الكثيرين منهم إلى اتخاذ زوايا منعزلة على مستوى مداخل العمارات والأرصفة مكانا لمراجعة دروسهم أملا في أن يتحصلوا على شهادة البكالوريا رغم الإجراءات المتخذة في حقهم والتي لا تخدم صورة المدرسة الجزائرية ولا التلميذ•