هل يجوز للمحدث أن يؤذن للصلاة عند دخول الوقت لعدم وجود من يقوم بالأذان بدلا منه أو لا؟ * * لم يرد في السنة النبوية ما تقوم به الحجة في كون المؤذن طاهرا من الحدثين الأكبر والأصغر وإن كان التطهر فيهما هو الأولى والأحسن فقد كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد السلام وهو محدث حدثا أصغر حتى توضأ كما في رواية وتيمم، ومن البديهي أن الأذان أولى بذلك من مجرد السلام، ولهذا يندب للمؤذن أن يكون طاهرا من الحدثين الأكبر والأصغر فإن أذن على غير طهر مع الكراهة عند المالكية وذهب أحمد والحنفية إلى القول بعدم الكراهة• والله أعلم هل يستحب خفض الصوت في الدعاء؟ هل خفض الصوت بالدعاء من الأمور المستحبة؟ لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينهى أصحابه عن رفع الصوت بالدعاء• فلقد ورد في الصحيحين عن أبي موسي الأشعري قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما• ولا غائبا• إن الذي تدعونه سميع قريب" وفي رواية "إن الذي تدعونه بينكم وبين ركابكم"• ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وفي هذا المعنى يقول الحسن - رضي الله عنه - كان الرجل قد جمع القرآن "حفظه" وما يشعر به الناس وكان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس وكان الرجل يصلي في بيته وعنده زواره وما يشعرون به• ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم•• إن الله يعلم القلب النقي والدعاء الخفي• كما أن زكريا - عليه السلام - دعا ربه بصوت منخفض كما قال - تعالى - "وزكريا إذ نادى ربه نداء خفيا" فإذا كان الدعاء المأمور به في الآية قد اقترن بالتضرع والإسرار فإن الإخلال بالإسرار كالإخلال بالتضرع• وإن دعاء لا تضرع ولا خشوع فيه قليل الجدوى• لذا فلابد من أن يكون الدعاء بصوت يجمع بين الجهر والمخافتة حتى يتحقق له الوقار الذي يجعله حريا بالرجاء عملا بقول الله تعالى - "ادعوا ربكم تضرعا وخفية"•