يواصل رئيس الحكومة اللبناني المكلف "فؤاد السنيورة" مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية ترضي الموالاة والمعارضة، فيما تطورت المناوشات الأمنية شبه اليومية بين أنصار الفريقين مؤخرا الى اشتباكات استخدمت فيها القذائف• وأوضح المستشار الاعلامي للسنيورة "عارف العبد"، أمس أن رئيس الحكومة المكلف قدم تشكيلة مبدئية وأنه في انتظار الردود عليها، وقال التشكيلة أرسلت للمعنيين "حتى الاآ لم نتلق أي رد لا بالقبول ولا بالرفض"• وأشار إلى أن التشكيلة تستند الى اتفاق الدوحة في توزيع النسب وتتضمن نوعية الحقائب بدون تحديد إسم الحقيبة أو شخصية حاملها، لافتا الى أن في الحكومة الثلاثينية 22 حقيبة، أربع منها سيادية والأخرى خدماتية والمتبقية تعود الى وزراء دولة من دون حقائب• يذكر أن اتفاق الدوحة الذي وضع برعاية قطر نص على تشكيل حكومة ثلاثينية تعطي الأكثرية 16 مقعدا والمعارضة 11 معقدا والرئيس 3 مقاعد• وذكر "العبد" أن الاتفاق اعتبر الرئيس القوة الحيادية المرجحة في الحكومة• وقال للرئيس حقيبتان سياديتان حساستان هما الدفاع والداخلية ووزير دولة• وتكتسب وزارة الدفاع أهمية خاصة بسبب الأوضاع الأمنية ووزارة الداخلية بسبب الانتخابات التي ستجري بعد أقل من عام• وبذلك تبقى وزارتان سياديتان للمعارضة والاكثرية هما الخارجية والمالية• وتعطي التركيبة التي اقترحها "السنيورة" للأكثرية 12 حقيبة منها واحدة سيادية وأربعة وزراء دولة، وللمعارضة 8 حقائب منها واحدة سيادية وثلاثة وزراء دولة، حسب المصدر نفسه• وفيما يتمسك رئيس البرلمان "نبيه بري"، أحد قادة المعارضة بوزارة الخارجية، يؤكد حليفه الزعيم المسيحي "ميشال عون" تمسكه بوزارة سيادية، أي المالية، بما لا يترك للأكثرية أية حقيبة من هذا النوع• ويرفض السنيورة الذي يحيط مشاوراته بتكتم شديد، تحديد موعد لإنجاز تشكيلته، خصوصا أن الدستور لا يلزمه بمدة معينة لذلك، كما أنه لا ينص على آلية لسحب التكليف منه• وقد عاد الهدوء أمس إلى بلدتي سعدنايل وتعلبايا، حيث فتحت المدارس والمحال التجارية أبوابها مع استمرار انتشار الجيش بكثافة عند مداخلها• وأكد مصدر عسكري أمس أن الجيش لن ياله جهد في ملاحقة الفاعلين ولم يعد أحد في منأى عن الملاحقة• من جانبه، حذر الشيخ "عبد الأمير قبلان"، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، أمس، من أن البلاد تعيش حالات من الفلتان الأمني• وقال قبلان : "نسمع تصريحات متحدية ونشهد تحريك الأموال من قبل البعض لإثارة الفتن والحساسيات، وعلى هؤلاء أن يحذروا من انقلاب الناس عليهم لأن هذا المال سيرتد على أصحابه سلبا"• وأعرب عن استيائه مما سماه التسويف في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي جرى الاتفاق على تشكيلها في الدوحة قائلا : "نريد حكومة تضبط الوضع الأمني وتعيد لكل صاحب حقه ونرفض التبجح من قبل البعض، على اعتبار أنهم حققوا انتصارا بانتخاب رئيس الجمهورية دون تشكيل حكومة"•