يبدو أن الاقتراح الذي تبنته أشغال الندوة الوطنية الأولى حول مكافحة الفقر و الإقصاء برعاية فخامة رئيس الجمهورية و المنعقدة في أواخر أكتوبر عام 2000 بنادي الصنوبر القاضي بمساعدة أيتام الجازية ببناء مركز المصدومين لم يمر بعد بالرغم من مرور أكثر من 8 سنوات تقريبا ، الأمر الذي زاد من تعقيد و تأزم قضايا الأطفال و الشباب المصدومين و المحرومين و المعوزين خاصة ، حيث لا يزال مشروع بناء مركز لاستقبال الأطفال المصدومين و أيتام الجازية التي تعد من أفقر بلديات أم البواقي و خامس أفقر بلدية على المستوى الوطني ، و الذي يدخل في إطار برنامج محاربة الفقر و الإقصاء مجرد حبر على ورق و حتى المساعدات الخاصة بالسنوات الماضية لم تجد طريقها إلى هذه الفئة حسب مصدر مسؤول و الذي أكد أن المساعدات المقترحة لهذه الشريحة على مدى سنة 2001 -2002 لم تصل لأيتام الجازية و حتى مشروع بناء المرافق العامة و الهامة لفائدة سكان الجازية على وجه التحديد خاصة و أن القيمة المالية لذلك قد أصبحت في خبر كان و التي قدرت حسب مصادرنا ب 24 مليار سنتيم لفائدة ما يناهز 180 يتيما من أصل 530 شخصا يتيما حسب ما ورد في تقرير الندوة الوطنية و في حديث للفجر أكدت الأخصائية النفسانية "بلخيري يمينة" أن العديد من الأطفال تعرضوا إلى صدمات نفسية نتيجة الإرهاب الذي جاب ربوع البلدية مخلفا خلال العشرية السوداء أكثر من 70 عائلة ضحية الإرهاب دون الخسائر المادية والبشرية الأخرى ، مضيفة في ذات السياق أنه بات من الضروري من الجهات المعنية التحرك أسرع من أي وقت مضى لبعث المشروع الحلم الذي راود أيتام الجازية ، و تخصيص رعاية صحية و نفسية دائمة لهم من أجل ضمان السلامة العقلية لضحايا الإرهاب من ثم إدماجهم في الحياة الاجتماعية و يرى بعض الأخصائيين النفسانيين الذين قاموا بدراسات اجتماعية في المنطقة أن شبح الرعب والخوف لا يزال يخيم على أهالي و أسر الجازية خاصة و أن معظم الأطفال مصابون بصدمات نفسية مما يقتضي إحالتهم على الرعاية الطبية و النفسية التامة و الإسراع في بناء مركز بيداغوجي للتكفل النفسي و التربوي و هذا لتقليل من الانتحارات التي ذهب ضحيتها بعض أرباب الأسر و الشباب مؤخرا بسبب الفقر و الإقصاء و الأمية •