عاد هذا الحدث الثقافي إلى الساحة بعد تسع سنوات من الغياب لعدة أسباب تتعلق أساسا بنقص تموين الحرفيين ومساعدتهم في جلب المادة الأولية، وكانت هذه التظاهرة التي أشرفت على تنظيمها وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسلطات المحلية لولاية تيزي وزو، قد شارك فيها ما يزيد عن 140 حرفي يمثلون 10 ولايات من وسط البلاد بعد أن كانت في وقت سابق تتسم بطابع محلي، ليجدوا أنفسهم في رحاب الأصالة من خلال احتكاكهم مع حرفيي الولايات الأخرى من الوطن كلهم عرضوا ما جادت به أناملهم في مختلف الصناعات التقليدية لاسيما في مجال الفخار. ولخلق جو من الحركة والتواصل بين مختلف العارضين تم إعداد برنامج ثري ومتنوع تجسد أساسا في تخصيص مساحات خاصة لعرض المنتجات المحلية لاسيما الفخار إلى جانب المعارض التي أقيمت على مستوى دار الشباب لبلدية "معاثقة" حيث اطلع الجمهور العريض على التقنيات المستعملة في صنع الفخار انطلاقا من المراحل الأولى الى غاية عرضه في السوق المحلية والوطنية، اضافة الى تبادل المعارف مع الوفود الحاضرة في كل من تيبازة ومتحف "الباردو" وكذا الديوان الوطني للتسيير واستغلال الموارد الثقافية المحمية، الى جانب عرض تقنيات حديثة في الرسم، في حين احتضن مركز التكوين المهني والتمهين للبلدية معرضا متواصلا لمختلف أنواع الفخار لاسيما منتوج عاصمة جرجرة المعروف بنوعيته المتميزة وتصاميمه المتقاربة والذي شرف الجزائر في العديد من المرات في المحافل الدولية مثله مثل زربية "ايث هشام" وحلي "بني يني"، هذا الى جانب تخصيص حيز خاص للخياطة والطرز. وأدرج القائمون على هذا الحدث الثقافي عدة محاضرات انصبت جلها في خانة التعريف بمنتوج الفخار الضاربة جذوره في تاريخ البشرية وكذا كيفية الحفاظ على هذه الصناعة، كما هو الحال للمداخلة التي ألقاها البروفيسور "دحماني" بعنوان "الذاكرة والفخار" وكذا "ايت عيسي الهاشمي" الذي تناول الاستراتيجية الواجب اتخاذها للحفاظ على الموروث الثقافي من المنظور القانوني الى جانب "عمار اوسالم" حول تقنية الانتاج المحلي للفخار، وهذا بإشراك عدة مؤسسات عمومية في مجال تشغيل الشباب التي قدمت توجيهات للشباب الحرفيين حول كيفية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي من الزوال وتلقيهم شروحات مفصلة حول كيفية ترقيته من خلال إضفاء لمسات خاصة عليه تجلب أنظار واهتمام الزوار والمشترين بصفة عامة. كما تم بمنطقة "سوق الإثنين" تقديم عدة نشاطات كعرض للأزياء ومقاطع مسرحية هادفة من تنشيط فرق محلية منها المجموعة الصوتية للبراعم الصغار لفرقة "اسيرم" بمنطقة "مقلع"، إلى جانب عروض فولكلورية ل"أهل ميزاب" الذين لم يفوتوا فرصة زيارة معاثقة في إطار أسبوعهم الثقافي بتيزي وزو الذي اختتمت فعالياته أول أمس، وكذا عرض أفلام وثائقية بالفيديو. كما استمتع البراعم الصغار بالعروض البهلوانية والسحرية التي كانت في موعد مع هذا الحدث الذي احتضنته منطقة 700 شهيد، ليكون الختام بنشاطات رياضية لمختلف الفرق الناشطة على المستوى المحلي في الرياضة النبيلة وأخرى في الفنون القتالية كالكاراتي. يذكر أن هذه الطبعة عرفت توافدا معتبرا للجمهور لاسيما للعائلات القبائلية التي اغتنمت فرصة العطلة الصيفية وحتى بعض المغتربين الذين لم يفوتوا الحدث من خلال اقتناء أشياء تذكارية تذكرهم بجمال الجزائر.