أفرز هذا الوضع ضغطا كبيرا على هياكل الاستقبال التي حولت مع مرور الوقت أغلبية الشوارع الفالمية إلى مواقف دائمة، وأصبح شباب تلك الأحياء يستغلونها لكسب قوتهم اليومي•• وإذا كانت نسبة كبيرة من زوار فالمة نهارا يعتبرون هذا الحل الاضطراري شرا لابد منه في ظل عدم توفر المواقف المعتمدة بالشكل الكافي وكونه أيضا يضمن لهم نسبة من الأمان لمركباتهم مقابل مبلغ مالي، فإن الأمر يختلف لسكان الأحياء التي تنعدم لديهم المواقف حيث يضطرون إلى استعمال الأرصفة المستعملة من طرف شباب الحي لركنها في الليل مقابل 50 دج لليلة الواحدة• وإذا كان هذا هو الحل فإن رأي الكثير ممن تحدثنا إليهم في بعض أحياء فالمة يعتبر مبالغ فيه• كونه أصبح يؤثر على ميزانية الشهر شأنه شأن الضروريات الأخرى التي تحتاجها العائلة• وإن كان يمكنهم إزاحة هم المعاناة ومشقة البحث عن حظائر معتمدة فإنهم يشيرون إلى تعرض بعضهم في كثير من الأحيان للاستفزاز والاعتداء ولا يستثني سكان الأحياء من هذه القاعدة أيضا فهذا الحل يعتبر بالنسبة لهم أمرا محتوما خاصة مع تنامي ظاهرة الانحراف والسرقة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه، وقد دفع هذا الأمر بالكثير منهم إلى الخوف على مصير مركباتهم• وحسبهم فإن الأمر بلغ درجة أصبح أمر مجابهة ذلك عن طريق نظام المداومة القاضي باعتماد حارس أو حارسين لفترة معينة من الليل لا يلبي الحماية اللازمة لعشرات السيارات الممتدة على طول الرصيف، في وقت يكون نشاط اللصوص مبنيا على نظام الجماعة• ويشير محدثونا إلى أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى ترقب أحوال مركباتهم من نوافذ المنزل في كل لحظة من الليل بهدف الاطمئنان• وفي هذا الصدد أوضح أحد المواطنين بحي "عين دفلة س" بأن أرصفتهم بدأت تشهد من حين إلى آخر عمليات سطو أو تخريب• فيما كشف لنا آخر بأن صفارات الإنذار لم تعد هي الأخرى تؤدي دورها بعدما أصبح اللصوص يعتمدون تقنيات عالية لتعطيلها، وفي غياب أي بديل من خلال إنجاز العدد الكافي من المواقف بفالمة بالرغم من أن هناك تعليمة وزارية تنص على تقنين المواقف وإنهاء المواقف الفوضوية المنتشرة في كل مكان• يبقى مواطنو فالمة وزوارها يعتمدون حل ركن سيارتهم في الشوارع والأزقة التي تحولت رغما عنهم إلى مواقف فوضوية إلى أجل غير مسمى•