وقال قاضي التحقيق ميلان ديلباريتش في تصريحات إعلامية أن الاستجواب مع كاراديتش انتهى وإنه تم التأكد من هويته، بينما صرح محاميه سفيتوزار فوياكيتش بأنه تم اعتقال موكله الجمعة الماضي في حافلة للنقل العام، ومن حق كاراديتش الطعن في هذا التحقيق في أجل لا يتعدى ثلاثة أيام، وينظر فيه مجلس قضائي طارئ خلال أجل مماثل، ثم يتوقع بعد ذلك أن تصدر وزارة العدل الصربية قرار تسليم كاراديتش إذا رفض المجلس القضائي طعنه، ليصبح المتهم ال44 الذي يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة الواقع مقرها في لاهاي، وكانت الرئاسة الصربية أعلنت ليلة أول أمس أن كاراديتش الملاحق منذ العام 1995 بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة بجمهورية البوسنة بات في يد العدالة الصربية، وجاء في بيان للرئاسة الصربية أن مكان كاراديتش حدد وجرى اعتقاله على أيدي قوات صربية وأحضر أمام قاضي التحقيق بمحكمة جرائم الحرب في بلغراد, كما يقضي قانون التعاون مع محكمة لاهاي، وقالت مصادر حكومية أن كاراديتش "63 عاما" كان محل مراقبة استمرت أسابيع بناء على معلومة قدمها جهاز استخبارات أجنبية, وأضافت أنه لم يقاوم أثناء اعتقاله• وظل كاراديتش مطاردا 13 عاما, لكنه أفلت من الملاحقة مستعينا بشبكة واسعة من أنصار يرونه بطلا قوميا ساعدوه على الاختباء في الأديرة والمغارات في شرق صربيا، حسب تقارير• ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتقال "التاريخي" لكاراديتش، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمسؤول الأممي "إنها لحظة تاريخية للضحايا الذين انتظروا 13 عاما أن يحال كاراديتش إلى القضاء"، كما عبر وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند عن سروره بهذا الاعتقال، وقال أن توقيف كاراديتش سيمهد "لمستقبل أفضل لصربيا، وسيضع حدا لعقود من النزاع في المنطقة"• واعتبرت هولندا اعتقال كاراديتش "خطوة جبارة إلى الأمام"، وأعلنت وزارة خارجيتها أنه "ينبغي النظر في الأسابيع المقبلة إلى النتائج التي سيخرج بها الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى علاقاته مع صربيا"،أما الاتحاد الأوروبي فقال إن هذا الاعتقال "تطور مهم جدا لجهود صربيا للانضمام إلى الاتحاد"، وقال المفوض الأوروبي المكلف بشؤون توسيع الاتحاد "أولي ريهن" إن "هذه علامة فارقة في تعاون صربيا مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن يوغسلافيا السابقة"• وأضاف ريهن أن ذلك "يبرهن على تصميم الحكومة الجديدة على تحقيق التعاون الكامل مع المحكمة"• وفي صربيا أشادت بهذا الاعتقال منظمة "أمهات سربرينيتشا"، التي تضم زوجات وأمهات 8 ألاف مسلم قتلوا على يد قوات كاراديتش عام 1995• وبمجرد إعلان الخبر اكتظت سراييفو بالسيارات وبحشود احتفلت باعتقال الرجل الذي حاصرت قواته المدينة 44 شهرا أثناء الحرب, وتعززت في المقابل الإجراءات الأمنية في بلغراد حول المحكمة التي تنظر الآن في قضية كاراديتش وحول السفارة الأمريكية، وقال الرئيس البوسني حارث سيلاديتش إن الاعتقال يحمل بعض العزاء لعائلات الضحايا، لكن "رغم موت ميلوسوفيتش واعتقال كاراديتش, ما زال مشروع التطهير العرقي لهذين الرجلين للأسف مستمرا في البوسنة والهرسك"• وأمام مبنى محكمة جرائم الحرب في صربيا تجمع نحو خمسين من أعضاء حركة "أوبراز" القومية احتجاجا على اعتقال كاراديتش وتدخلت شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم، واعتبر زعيم الراديكاليين القوميين الصرب ألكسندر فوشيتش الاعتقال مكافأة للاتحاد الأوروبي الذي أتى حسب قوله بالحكومة الجديدة إلى السلطة•