وردا على سؤال القاضي عن عدم حضور أي محام إلى جانبه، قال "لدي مستشار خفي، قررت أن أدافع عن نفسي بنفسي وليس فقط أثناء مثولي الأول بل طيلة جلسات المحاكمة". وفي نهاية الجلسة، تكلم مطولا عن ظروف اعتقاله مؤكدا أن مجهولين "خطفوه" واحتجزوه ثلاثة أيام. وقال "لم تقدم لكم معلومات صحيحة عن تاريخ اعتقالي، ارتكبت مخالفات بشأن وصولي إلى هنا". وفي بداية جلسة أول أمس، اختصر القاضي التهم ال11 الموجهة لكاراديتش ومنها جرائم حرب وضد الإنسانية وجرائم إبادة خلال حرب البوسنة التي أوقعت أكثر من 100 ألف قتيل وأدت إلى نزوح 2.2 مليون شخص. وجدد كراديتش ذو63 عاما تأكيد تصريحات صدرت عن عائلته حول اتفاق سري قال إنه أبرمه مع المفاوض الأمريكي ريتشارد هولبروك خلال التوقيع على اتفاقات دايتون للسلام في البلقان في نوفمبر 1995 مقابل انسحابه من الحياة العامة، وقال "وعدت بالانسحاب من الحياة العامة وحتى الأدبية"، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وعدته في المقابل "أن تفي بالتزاماتها" دون تحديد تلك الالتزامات، وأضاف أن هولبروك "كان يتكلم باسم الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأعلنت عائلة كاراديتش مرارا أن المفاوض الأمريكي وعد بعدم تسليمه لمحكمة الجزاء الدولية إذا انسحب تماما من الحياة العامة والسياسية، وقد يفسر ذلك حسب مراقبين لماذا أفلت كاراديتش الملاحق منذ 1995 من القضاء الدولي لفترة طويلة. في المقابل نفى هولبروك أول أمس إبرام أي اتفاق من هذا القبيل، وقال "عندما اختفى، بث رسالة تضليل زعم فيها أنني أبرمت معه اتفاقا يقول إذا اختفى لن نلاحقه، هذا غير صحيح تماما". وكانت فلورانس هارتمن مستشارة المدعية العامة في محكمة الجزاء الدولية سابقا والناطقة باسمها قالت إنه قبل 1997 لم يحرك جنود حلف شمال الأطلسي "الناتو" ساكنا لاعتقال كاراديتش الذي كان يعيش أمام الملأ في معقله في بالي بالبوسنة، واعتبر هولبروك أن عدم إلقاء القبض على كاراديتش بعد انتشار قوات الناتو في البوسنة بعد اتفاقات دايتون، "خطأ جسيم". وقال "كان يفترض أن يعتقل وكانت سيارته المرسيدس متوقفة كل يوم في مكانها أمام مكتبه طيلة ستة أشهر بعد توقيع الاتفاقات، ورفضت قيادة الناتو حينها اعتقاله رغم أنه كانت لديها الصلاحيات لذلك"، مضيفا "كان ذلك خطأ جسيما"، ويعد كاراديتش العقل المدبر لعملية التطهير العرقي بحق المسلمين والكروات في حرب البوسنة، إضافة إلى مجزرة سربرينيتسا العام 1995 التي راح ضحيتها 8 آلاف شخص، واتهم أيضا بفرض حصار طويل على سراييفو، واعتقال آلاف المدنيين في معسكرات لا سيما في منطقة برييدور شمال غرب البوسنة.