الكثير من المواطنين بمختلف بلديات ولاية سطيف يلجؤون للتسول للحفاظ على البقاء كون حياتهم مهددة بالفناء نتيجة عدم استيعابهم في مؤسسات الدولة وصعوبة حصولهم على العمل المناسب الذي يضمن العيش لهم ولأسرهم، مما يجعلهم مضطرين (صغاراً وكباراً) لسلوك طريق التسول الذي يفقدهم كرامتهم عندما يمدون أيديهم للاستجداء بأسلوب المسكنة والذل، حتى أصبح التسول بالنسبة لهم حالة إدمان يصعب عليهم تركها بسبب سهولة جمع المال دون عناء••! كما أن انتشار الجهل بين تلك العائلات المعدمة شجع أفرادها على الاستمرار في امتهان هذه الحرفة طول العمر، وجعلهم لا يفكرون بالبحث عن عمل يبذلون فيه جهداً من أجل العيش الكريم• لذلك نرى المتسولين يتفننون في اتخاذ طرق لكسب المال ويتنافسون مع بعضهم الى حد الصراع حول الأماكن الخاصة التي تدر عليهم العطاء كأبواب المساجد والعتبات المقدسة• وفي السياق ذاته فإن البعض من ذوي الضمائر الميتة يستغل الأطفال واليتامى في الاستجداء فيوفر لهم الغذاء والسكن البسيط مقابل تقاسمه معهم ما يكسبونه يومياً من مبالغ••! وهناك ذئاب بشرية في مجتمعنا فقدت إنسانيتها فاستغلت حاجة المتسولين وجهلهم لأغراضها الدنيئة محاولة إسقاطهم في هوة الرذيلة، وبهذا السلوك الشائن يضيف هؤلاء إلى علل المجتمع عللاً أخرى تدمر كيان الأطفال وتقتل شخصيتهم في المستقبل• ومن المتسولين أيضاً من يجنح بسهولة لارتكاب الجريمة فينضم إلى عصابات السرقة أو ينخرط في صفوف المخربين لقاء ثمن وذلك لعدم وجود من يرعاه أو يشرف على تربيته• وعليه فإن سكان ولاية سطيف يطالبون السلطات المعنية وعلى رأسها وزارتا العمل والضمان الاجتماعي، ووزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية في الخارج، بإيجاد الحلول الناجعة للتقليل من هذه الظاهرة كخلق مناصب شغل جديدة للشباب وبناء دور لليتامى وتأهيلها للسكن اللائق، مع توفير مستلزمات الطفولة فيها لكي تجعل الأطفال المتسولين يقبلون برغبة على السكن في تلك الدور ويكرهون تلقائياً مهنة التسول التي اضطروا إليها نتيجة فقدانهم الأهل والسكن، وبطبيعة الحال فإنهم سوف يعشقون حياتهم الجديدة في تلك الدور عند شعورهم بالأمان•