تتواصل بقرية جبلة السورية فعاليات مهرجان الثقافة الذي تقيمه "جمعية العاديات" في جبلة، بالتعاون مع عدد من مثقفي البلدة وكتابها، ويرأسه جهاد جديد، ويعدُّ أدونيس أباه الروحي، ويواظب في شكل يومي على حضور فعالياته، ويستضيف مدعويه ورواده في بيته الريفي الذي حوله متحفاً. وعلى امتداد أيام خمسة تواصل المهرجان، وتوزعت فعالياته بين مدرج جبلة الروماني، وقاعة المركز الثقافي. بينما تنوعت الفعاليات بين ندوات وأمسيات شعرية وعروض غنائية ومسرحية وسينمائية، فضلاً عن معرض للكتب، ومعرض أعمال فنية ونحتية. وأقيمت ندوة للاحتفاء بالشاعر بدوي الجبل، قدمها وأدارها أدونيس، وتحدث فيها رضوان قضماني ووفيق سليطين، في مداخلتين عن الرائد بدوي الجبل وابداعه، الذي يرى أدونيس أنه يؤسس وينهي مرحلة شعرية بأكملها. وفي الأمسيات الشعرية قرأ محمد دان أوغلو قصائد الشاعرة التركية "بيجان ماتو" وقرأ الشاعر الأردني الطاهر رياض، والسوري خضر الأغا وعبدالقادر الحصني والبحرينية بروين حبيب، وجولان حاجي، فيما أرسل الشاعر سيف الرحبي اعتذاراً قرئ على الملأ، ومن إسبانيا قرأ الشاعران، أوزمندي ليكاييه، وخوسيه ريبو. وكان مقرراً أن تقام ندوة للمفكر محمد أركون، والباحث عبدالله ابراهيم، لم تتكلل بالنجاح، بسبب اعتذار مفاجئ من أركون. وتضمن المهرجان برنامجاً فنياً اشتمل على ندوات وعروض، فأقيمت ندوة عن الثقافة المرئية، تحدث فيها الفنان جمال سليمان والكاتبة التلفزيونية ريم حنا، والكاتب قمر الزمان علوش. بدأت الندوة بعنوان عريض، وانتهت بعنوان فرعي عن الدراما، وقدم الفنان جمال سليمان فكرة مهمة عن قدرة الدراما على تقديم صورة أو نمط سلوكي بين الشماهدين يؤسس ثقافة حياتية مختلفة، واختلف جمال سليمان وقمر الزمان علوش، حول أهمية أو شرعية وجود الدراما السورية وخضوعها لمنطق السوق عرضاً وطلباً.