وجهت مؤخرا ولاية الشلف مراسلة رسمية إلى إدارة الخطوط الجوية الجزائرية، لفتح خط مباشر "جدة-الشلف" بغرض تمكين حجاج المنطقة من أداء مناسك الحج انطلاقا من مطار أبو بكر بلقايد بالولاية وكذا تعزيز الخطوط الدولية للمطار عبر إضافة خطوط باتجاه العاصمة الفرنسية لاعتبارات مرتبطة بالأعداد الكبيرة من المهاجرين المقيمين بهذه الأراضي وعدم الاكتفاء بخط وحيد يربط مدينة الشلف بمدينة مرسيليا والتي لا تلبي جميع الطلبات المقدمة نظرا للعدد الكبير من المتوافدين على الولاية من مواطني الولايات القريبة كعين الدفلى، غليزان وتسمسيلت الذين يفضلون مطار أبو بكر بلقايد على مطار العاصمة ووهران لأسباب اقتصادية واجتماعية. وكانت إدارة مطار أبو بكر بلقايد بالشلف، قد برمجت لهذه الصائفة، رحلتين دوليتين إضافيتين باتجاه ومدينة "ماتز" والعاصمة الفرنسية التي كثر عليها الطلب بالنظر إلى الجالية الجزائرية من أبناء المنطقة المقيمة بها. يذكر أن مطار أبو بكر بلقايد بالشلف الذي يدخل عامه الثاني من الخدمة الفعلية هذا الشهر، يسير حاليا رحلتين دوليتين باتجاه الأراضي الفرنسية واحدة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية والأخرى من طرف الشركة الفرنسية "ايغيل ازور" نحو مارسيليا يومي السبت والخميس من كل أسبوع. وينتظر الكثير من حجاج الولاية وحتى الولايات القريبة أن تستجيب إدارة الخطوط الجوية الجزائرية لطلب السلطات المجلية خصوصا وأن الخط الذي سيربط الأراضي المقدسة بولاية الشلف عبر هذه البوابة سيكون ذا مردود اقتصادي وتجاري هام، باعتبار أن المؤسسة تجارية وتسعى إلى تحقيق المردودية المطلوبة من فتح أي خط جديد بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للحجاج الذين يمثلون قرابة الأربع ولايات بما يثمل أكثر من 5 آلاف حاج، الأمر الذي سيخفف على حجاج الولاية والولايات القريبة كغليزان، تسمسيلت وعين الدفلى مشاق الانتقال إلى مطاري العاصمة ووهران اللذين يبعدان عن الولاية بأكثر من 200 كلم. وكان العام الماضي ما يصل إلى 500 حاج من الولاية وقرابة ال 5 آلاف حاج من ولايات الوسط الغربي مجتمعة، يأملون في الانطلاق نحو البقاع المقدسة انطلاقا من مطار الشلف بعدما خابت آمالهم الموسم الفارط نتيجة أسباب موضوعية وإمكانيات معتبرة ليست في متناول إدارة مطار الولاية حاليا كوجود تأطير بشري كاف للتكفل بأفواج المسافرين المحتملين، إضافة إلى ضرورة وجود خزان كافٍ لمادة الكيروزان نظرا لبعد المسافة بين المدينتين (الشلفوجدة بالسعودية)، وهو ما لا يتوفر عليه المطار، علاوة على غياب مركبات شحن البضائع التي يفتقد إليها المطار. للعلم سعت السلطات الولائية منذ تدشين هذه المنشأة الاقتصادية في الثامن من شهر جوان من عام 2006 إلى السعي لربط الولاية بالأراضي المقدسة إلا أن طلباتها لدى إدارة الخطوط الجوية الجزائرية قوبلت بالرفض. للتذكير، يضمن مطار أبو بكر بلقايد بالشلف، ثلاث رحلات دولية باتجاه فرنسا (مرسيليا) عن طريق شركتي الخطوط الجوية الجزائرية وإيغييل ازور الفرنسة، وسيرفع الخط المزمع فتحه باتجاه العاصمة الفرنسية باريس ومدينة ليون، من قدرات هذه المنشأة الفتية التي أصبحت عملية منذ سنتين، بعدما كلف خزينة الدولة أكثر من 300 مليار سنتيم،. مطار أبو بكر بلقايد والذي يأخذ الطابع الدولي، مكن من فك العزلة عن الولاية وحتى الولايات القريبة التي أضحت تستفيد من خدماته أكثر من العاصمة أو مدينة وهران البعيدتين بما لا يقل عن 200 كليومتر. ورغم أن مطار أبو بكر بلقايد بالشلف، قد أنشئ حسب مقاييس المطارات الدولية إلا أن لا شيء يوحي من داخل هذه المنشأة الكبرى أن الأمر كذلك بدليل اقتصار نشاط المطار على يومي السبت والخميس فقط، والأيام الأخرى يخلد إلى السكون، في ولاية تعتبر ممرا وملتقى لست ولايات من الجهة الوسطي الغربية للبلاد وما يمثله ذلك من رافد اقتصادي هام للمنطقة لم يستغل الاستغلال اللازم. للعم استقبل مطار أبو بكر بلقايد حتى نهاية 2007 أكثر من 25 ألف مسافر، ومؤخرا وفي إطار التضامن مع الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج استقبل المطار أبو بكر بلقايد منذ الفاتح جوان الأخير ما يصل إلى 160 مغترب من ضمن 1093 شخص عاد إلى أرض الوطن.