عرض على مدى اليومين الماضيين خمس وعشرون عملا نحتيا للفنان محمد زعطوط بقاعة "الديوانية" بمدينة مصراتة، وذلك على هامش مهرجان "العرعار" السياحي الدولي، وتميزت المنحوتات بالبساطة مقارنة بتجاربه السابقة التي اختزنت الكثير من الأشكال بحسب آراء النقاد المتخصصين. واستطاع النحات الليبي تطويع خشب العرعار الشهير الذي ينتشر في ضواحي مدينة درنة شرقي ليبيا في صناعة منحوتات ذات قيمة جمالية كبيرة على حد تعبير زوار المعرض. أما الفنان زعطوط فقد أكد أن الأعمال النحتية المعروضة تأتي في سياق تجربته الإبداعية كمرحلة ثانية بعدما كانت الأولى تعتمد على نقش الحجر. حيث استفاد من الخشب في تشكيل الانحناءات، وفي مسائل التكوين النحتي لأعماله التي لا تحمل أسماء بذاتها، متأثرا في ذلك بطبيعة مدينته "درنة" إلى جانب قريته الصغيرة "سوسة" التي انعكست في منحوتاته طوال رحلته مع فن النحت التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، مبتعدا من خلال أعماله عن نحت الروح والتشخيص. وهذا ما يعكسه شكل الطائر في إحدى المنحوتات التي لا تحمل أية تفاصيل تتنافى مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، بل هي مجرد تكوينات جمالية تدل على الحياة.