وبحسب تجار العملة الموازين الذي ينشطون على مستوى كل من "بور سعيد" و"ميسوني" بالعاصمة، فإنه على عكس الاعتقاد السائد فإن سوق العملة يشهد حالة من الانتعاش خلال فترة الشتاء، التي تكثر فيها حركة المبادلات التجارية، واستيراد مختلف السلع من الخارج. في حين أن هذه السوق تدخل في حالة من الركود خلال فترة الصيف، بسبب قلة النشاط الاقتصادي، وتراجع التدفق الهائل للسلع التي تتوافد عبر الحدود البرية والبحرية، وهو ما يضطر التجار الموازين إلى تقليل نشاطهم والاكتفاء ببعض العمليات البسيطة التي لا تمثل سوى القليل فقط مما يجرونه من صرف للعملة الصعبة خلال أيام السنة. في حين أكد لنا تاجر آخر على مستوى سوق "كلوزال" بالعاصمة، أن فترة الصيف يستغرقها التجار الموازون في شراء العملة الصعبة، قائلا: "إننا نعاني الركود خلال الصيف، خصوصا وأن المغتربين الذين يتوافدون على أرض الوطن كل عام لا يجلبون معهم سوى القليل فقط من الأورو، بسبب صرامة القوانين لديهم، وأيضا لأنهم يرفضون أن يصرفوا مبالغ هامة من الأورو بدافع التقشف". وبالنسبة للأورو وهي العملة الأكثر تداولا، عندنا فقد بلغ سعرها أرقاما قياسية خلال هذه الفترة وصل استبدال مبلغ 100 أورو إلى11 ألف و800 دج. وبحسب تجار العملة الموازين، فإن هذه القيمة تنخفض وترتفع حسب المناسبات، وهي الآن مرتفعة، وستعاود الانخفاض مجددا مع بداية شهر سبتمبر، حيث يقل الطلب على العملات الصعبة، بسبب انتهاء العطل وفترة التنقل نحو الخارج. وأجمع معظم من اقتربنا منهم من المتاجرين في العملة الصعبة، بأن سعر صرفها لا يمكن أن تتحكم فيه الظروف الداخلية للبلاد، ولا حجم الوافدين إليها من الخارج، أو الذين يغادرونها. هذا ويستعين تجار العملة بشبكة معلومات، تنتقل عبرها آخر المعطيات فيما يخص تقلبات سعر تلك العملات في السوق الدولية.