ورغم تأكيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال إشرافه على تدشين الأبواب المفتوحة على الجامعة قبل انطلاق التسجيلات الأولية على أن قطاعه مستعد للتكفل بجميع الطلبة الجدد مع توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح الموسم الجامعي المقبل، إلا أن ما هو مطروح في الوقت الراهن يؤكد العكس، حيث يؤكد التقرير الذي أعدته اللجنة الوطنية لمتابعة الدخول الجامعي الجديد والمنضوية تحت لواء الاتحاد العام الطلابي الحر، أن العديد من الجامعات المتواجدة في المدن الكبيرة في الجزائر تعرف عجزا كبيرا في توفير المقاعد البيداغوجية لجميع الطلبة الذين وجهوا وفق تخصصات تتضمنها هذه الجامعة على غرار العاصمة، بومرداس، الشلف، باتنة، وهران وعنابة. كما اعترف رئيس جامعة "هواري بومدين" ورئيسة جامعة بومرداس في تصريحاتهما لبعض العناوين الصحفية أن الجامعة الجزائرية تعاني من نقص المؤطرين رغم تأكيدهما على أن هذا المشكل ليس بالجديد، بل هو مطروح منذ 5 سنوات، لكن المؤشرات التي هي بحوزة نفس اللجنة الوطنية فإنها تؤكد على أن العجز في التأطير ارتفع هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية بكثير بسبب ارتفاع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا هذه السنة بنسبة 5 بالمائة مقارنة بسابقتها. أما المشكل الآخر المعروف فهو متعلق بتأخر إنجاز المرافق الجامعية الجديدة التي من المفروض أن تسلم هذه السنة على غرار كلية العلوم السياسية والإعلام الجديدة بالعاصمة المتواجدة قرب الكلية القديمة وفتح عدة تخصصات جديدة على مستوى بعض جامعات الوطن بهدف فك الضغط الذي تعرفه مثلا جامعة الجزائر، حيث كان من المنتظر أن تفتح مثلا جامعة "مولود معمري" كلية لعلوم الإعلام والاتصال وجامعة بومرداس كلية للعلوم السياسية، لكن في الأخير تم إلغاء القرار بسبب نقص الهياكل الجامعية. كما يبقى الهاجس الأكبر بالنسبة للعديد من الطلبة الجدد والمتعلق بالنظام المعتمد في توجيه الطلبة وفق تخصصاتهم الأولى من بين الإشكاليات المطروحة والتي من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على استقرار الدخول الجامعي المقبل كون الأرقام التي قدمتها وزارة التعليم العالي تشير إلى أن نسبة 32 بالمائة من الطلبة الجدد فقط تحصلوا على رغباتهم الأولى أما البقية والمقدرة نسبتهم ب 86 بالمائة فقد تم توجيههم إلى تخصصات أخرى مذكورة أو غير مذكورة في استمارة التسجيلات الأولية.