لم يمر سوى يومين على تاريخ إعلان نتائج امتحانات شهادة البكالوريا حتى انطلقت وزارة التعليم العالي في تنظيم أبواب مفتوحة على الجامعة وعملية التسجيلات بالنسبة للطلبة الجدد إدراكا منها بصعوبة استقبال هذا الكم الهائل من الطلبة بعدما فاقت نسبة النجاح هذه السنة 58 بالمائة لأول مرة بعد الاستقلال• ومن بين المؤشرات التي توحي بأن الدخول الجامعي القادم لن يكون طبيعيا؛ المعطيات التي قدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي تشير من خلالها أن القطاع سيعتمد على نفس المرافق الجامعية القديمة منها والجديدة التي تم فتحها السنة الماضية للتكفل بجميع الطلبة الجامعيين• لكن إذا عدنا نوعا ما إلى الوراء وبالتحديد إلى الدخول الجامعي الماضي فنجد أن نسبة النجاح المسجلة فيه هي 53 بالمائة وأن الوزارة في تلك الفترة وجدت عدة مشاكل في توفير مقعد بيداغوجي لكل المتفوقين خصوصا ما تعلق بالإيواء، حيث عرفت العديد من الإقامات الجامعية حالة فوضى بعد الحركات الاحتجاجية التي نظمتها مختلف التنظيمات الطلابية التي طالبت الوزارة بتوفير سرير لكل طالب يسمح له القانون بذلك. ويبقى الحل الأخير الذي بيد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذه السنة لتوفير سرير لما يقارب نسبة 70 بالمائة من الناجحين في شهادة البكالوريا ومقعد بيداغوجي لكل طالب هو اللجوء إلى رفع عدد الطلبة في كل فوج وفي كل غرفة، لكن المشكل الذي يبقى مطروحا هنا: كم سيبلغ عدد الطلبة الجدد في كل فوج، إذا علمنا أن الدخول الجامعي الماضي سجل بعض التخصصات التي يتوافد عليها الطلبة بكثرة كالترجمة واللغات الأجنبية وعلوم الإعلام والاتصال مثلا أكثر من 55 طالبا في قسم واحد في الوقت الذي لم تسع فيه وزارة التعليم العالي إلى فتح مراكز جامعية لهذه التخصصات هذه السنة وهو نفس المشكل المطروح بالنسبة للتخصصات العلمية والتقنية• وتتأكد صحة المعلومة أكثر إذا عدنا إلى الموقع الذي ظهر فيه وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال تسليمه يوم الخميس الماضي المشعل للتكفل بحملة بكالوريا الإصلاحات من وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، حيث ظهر حراوبية ضالا ولا يعرف ما يقوله ليقنع الحاضرين بأن الدخول الجامعي سيكون هادئا سوى تلميحه إلى أن قطاعه مستعد لاستقبال جميع التلاميذ الناجحين دون التطرق إلى الآليات والاستراتيجية بما فيها الظروف التي هيأتها الوزارة لإنجاح هذه المهمة التي علق عليها المتتبعون للقطاع بأنها صعبة جدا.