كان المرحوم بومدين يسأل في مجلس الوزراء المرحوم محمد السعيد معزوزي عن أحوال السوق وعن أسعار المواد الإستهلاكية في السوق ! وكان أغلب وزراء بومدين يمارسون حياتهم العادية بين الناس، يمشون في الأسواق، ويقتاتون مما يقتات منه الناس ! لم يكن لوزراء بومدين إقامات خاصة في إقامة الدولة بنادي الصنوبر ولم يكن لهم الطريق الخاص الذي يمنع السير فيه على المواطنين..! كان شاطئ نادي الصنوبر الرئة التي تتنفس منها مدينة الجزائر بشبابها .. لكن هذا الشاطئ تحول اليوم إلى ملكية خاصة لرجال السلطة وحواشيها، أسوأ مما كان عليه الحال عندما كان هذا الشاطئ ملكا للمعمر بورجو، ذكره الشعب بخير؟! المصيبة أن رجالات السلطة وحواشيها أغلقت على نفسها في فيطو نادي الصنوبر.. ولذلك تقلص مستوى التفكير عندهم فأصبحوا غير قادرين على تصوير الحلول لمشاكل البلاد الكبيرة.. فالإرهاب يعالجونه بمنطق نادي الصنوبر.. وتقلبات السوق يعالجونها أيضا بمنطق نادي الصنوبر ! والصفقات العمومية تعالج في النوادي الخاصة بنادي الصنوبر وليس في المؤسسات الدستورية للدولة ! حتى الحرافة تعالج أوضاعهم وفق منطق نادي الصنوبر..! وصدق من قال لي: إن مشاكل البلاد ستبدأ بالفعل في الحل عندما يقدم الرئيس بوتفليقة على غلق ما يسمى بإقامة الدولة في نادي الصنوبر... ويخلص السلطة من الصورة المشوهة للسلطة.. ؟! وقد حدثني أحد المستفيدين من ريع نادي الصنوبر قائلا: إنه شبه مرتاح لعودة الإرهاب بهذه الصورة في المدة الأخيرة .. لأن غياب الإرهاب يعني إمكانية أن تفكر السلطة في إخراج الدولة من إقامة الدولة وبالتالي حرمان أصحاب الإمتياز من الإمتياز المنجز لصالحهم بناء على وجود بعبع الإرهاب..؟! مشكلة الجزائر لا تكمن في أن السلطة نائمة ولا تفكر بالشكل الصحيح في مشاكل البلاد.. بل المشكلة هي أن هذه السلطة قائمة في إقامة الدولة... وليست نائمة فقط في منامة الدولة؟!