رفض نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، كل وساطة مع قياديين من حركة مجتمع السلم لحل الخلاف الذي عرفته المدة الأخيرة المنظمة الكشفية من خلال محاولات الانقلاب عليه وقال أنه " لا يؤمن بمنطق اللاعقاب لاسيما عندما يتعلق الأمر بمحاولة المساس باستقرار جمعية مثل الكشافة الإسلامية، التي اعتبرها بمثابة مسعى لكسر الثقة الموجودة بين الكشافة الإسلامية والعائلات الجزائرية". كشف أمس نور الدين بن براهم في تصريح ل "الفجر" على هامش الندوة الوطنية للإطارات الكشفية التي احتضنتها قاعة عبد الحق بن حمودة بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن "قياديين من حمس حاولوا التقرب من بن براهم وإقناعه بضرورة العدول عن قراراته والقيام بالصلح مع القياديين الكشفيين الذين كانوا وراء محاولات الانقلاب على بن براهم واتهامه باستعمال الكشافة لأغراض شخصية وتجارية". وأوضح بن براهم أن "الموضوع لا يعنيه كون الأمر يتعلق بمصداقية المنظمة الكشفية وهو مطالب بتبريرها من كل التهم " وواصل يقول "لقد قررنا تشكيل ملف كامل يجمع فيه كل الخروقات التي تعرضت إليها الجمعية الكشفية، بالإضافة إلى الشريط السمعي الذي يحتوي على تسجيل لمدة 42 دقيقة سيتم تسليمه إلى جميع المؤسسات من رئاسة الجمهورية إلى العدالة مرورا عبر وزارة الداخلية و الجماعات المحلية". وعن مصير القياديين الذين كانوا وراء إنشاء هيئة تصحيحية لتقويم مسار الكشافة الإسلامية، قال بن براهم أنه خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني تم " إقصاء أربعة قياديين وهو يوسف سرير، مشاي عبد الكريم، منير آيت يعلى وخليفة كرلوف. أما المحافظين الآخرين فقد استلموا حسب بن براهم "استفسارات لتبرير مساندتهم لهذه الهيئة وفي حالة اعترافهم بالخطأ وعدم تكراره فسيتم رفع التجميد عن عضويتهم". كما تحدث بن براهم عن تنصيب اللجنة الوطنية لمؤتمر الكشافة الإسلامية التي ستعقد أول لقاء لها خلال الأيام القليلة المقبلة للشروع في ضبط رزنامة التحضيرات لهذا الموعد الهام". وأثناء مخاطبته للإطارات الكشفية التي قدمت من كل ولايات الوطن والتي كانت بمثابة "استعراض للعضلات لتأكيد شرعيته على رأس الكشافة" لم يفوت بن براهم الفرصة ليسرد للحضور تفاصيل "المؤامرة التي كانت ضحيتها الكشافة الإسلامية التي قال أنها تفتقد للنضج السياسي والكشفي والعناصر المنشقة كانت تنشط وفق تعليمات مسؤولين في حزب معروف همهم الوحيد زرع الفتنة وسط الأسرة الكشفية". و لم يخف المتحدث أنه "تلقى دعما من رئاسة الجمهورية ومن رئيس الحكومة والعديد من الوزراء كون ثقتهم في المنظمة كبيرة وتجاوزت البعد الوطني" وأضاف بن براهم "هذا يعني أن هذه الثقة يجب أن تكون متبادلة من خلال العمل الجواري وفتح أبواب الحوار مع الشباب في البيوت والمقاهي وكل الأماكن حتى نعمل على تكوين جيل مثالي ليس جيل الانتحاريين والحرافة".