تسعى تركيا في الآونة الأخيرة إلى استرجاع هيبة الدولة العثمانية في منطقة الشرق الأوسط، بعد سعيها للوساطة بين سوريا وإسرائيل لحل قضية الجولان، خاصة بعد انكماش مصر التي كانت بمثابة همزة الوصل بين الدول العربية وإسرائيل، وفقدانها للزعامة في المنطقة، وما سيساعد تركيا على إيجاد مكانة في المنطقة هي تلك الروابط الحضارية والتاريخية التي تربطها بالدول العربية بحكم تاريخ الدولة العثمانية، وهيبتها ليس فقط على المنطقة بل حتى على شمال إفريقيا وأوروبا، فهي تسعى جاهدة لاسترجاع تلك المكانة التي كانت تحظى بها الدولة العثمانية في القرون الماضية، مستغلة قربها من المنطقة وعلاقتها الجيدة بروسيا القطب السياسي والعسكري الذي يسعى هو الآخر لاسترجاع هيمنته على منطقة القوقاز. فقد تبنت تركيا سياسة تدخلية اتجاه دول الجوار مؤمنة بان نشاطها الدبلوماسي سيكسبها صفة الدولة الصديقة للعالم العربي، وسيتيح لها فرص أكبر للاستثمار التي من شانها المساهمة في دفع عجلة المفاوضات مع الدول الأوروبية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وتخطي عقبة الشروط التي قدمتها دول الاتحاد لانضمامها، وقد أكد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" سابقا أن تركيا والدول العربية تتحمل العبء والمسؤولية الأكبر في حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط، واعتبر أردوغان أن المشاكل التي يواجهها الشرق الأوسط لا تستعصي على الحل مشيرا إلى انه يمكن حل جميع هذه المشكلات والتغلب على جميع الصعوبات والمعوقات من خلال تضافر الجهود في المنطقة، مشيرا إلى أن تركيا تعمل من أجل أن تصبح جسرا للتنمية والرخاء يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا، موضحا أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ستكون، حال تحققها، خطوة كبرى على طريق تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما يدعو أردوغان إلى العمل على تعميق الروابط الاقتصادية بين تركيا والدول العربية، ويحث المستثمرين العرب على ضخ المزيد من الاستثمارات في تركيا. وقد وقعت تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي أول أمس بمدينة جدة مذكرة تفاهم أراد الطرفان منها بناء علاقات إستراتيجية سياسيا ودفاعيا واقتصاديا، وأمل الطرفان أن تفتح مذكرة الاتفاق آفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية واعتبراها خطوة في إطار الحوار الاستراتيجي. كما يتجلى اهتمام تركيا بدول الجوار في دعوة وزير الخارجية التركي "علي باباجان" إلى وضع آلية للحوار لتطوير العلاقات الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجين واقتراحه لعقد اجتماع سنوي