في الوقت الذي شهدت فيه عمليات تهريب السجائر والمشروبات الكحولية التي تبقى منحصرة على الشريط الجنوبي من ولايات تندوف وإيليزي وغرداية، نوعا من التراجع فيما يخص الكميات بعدما انصب اهتمام المهربين على الوقود بشكل خاص، حيث قدرت نسبة الزيادة هذه السنة فيما يخص قضايا التهريب ب11 % عن 2007 من نفس الفترة والتي بلغت فيها عدد القضايا 2054 قضية تم إحصاؤها. كما تم تسجيل هذه السنة 2279 قضية تهريب تمت معالجتها من قبل وحدات الدرك الوطني في مدة 6 أشهر الفارطة والتي تم بموجبها توقيف 1543 شخص، استفاد 411 منهم من الإفراج المؤقت، فيما تم إيداع البقية الحبس الاحتياطي، بعدما تم حجز كميات ضخمة من المواد المهربة التي كانت تتم عادة بواسطة وسائل نقل منها السيارات والدراجات النارية والحمير. هذا ولم يقتصر المهربون على هاته البضائع، بل حتى العصافير طالتها أيادي المهربين والتي أصبحت تدر عليهم أموالا ضخمة، حيث حجزت وحدات إقليمية للدرك الوطني على مستوى ولايتي تموشنت وتلمسان 2430 عصفور وتم إثر هذه العملية توقيف 11 شخصا وإيداع 7 منهم الحبس الاحتياطي وتسجيل 5 قضايا وتحويلها إلى المحكمة. كما قامت وحدات الدرك على مستوى ولاية تيارت عبر الطريق الوطني رقم 40 بحجز شاحنتين محملتين بالألبسة المهربة قدرت قيمتها المالية ب 900 45039 دينار تم إحالة 6 متورطين على وكيل الجمهورية لدى محكمة تيارت. ورغم الإجراءات الأمنية الصارمة على مستوى الأشرطة الحدودية، خاصة الغربية منها وتشييد العديد من أبراج المراقبة المتنقلة من قبل حراس الحدود لعناصر الجمارك ووحدات الدرك الوطني التي جندت فرقا خاصة مدعمة بكلاب "سينو تقني" لإحباط محاولات التهريب، إلا أن المهربين يجدون دوما منافذ في المسالك الوعرة بحكم شساعة الشريط الحدودي لتمرير وتهريب البضائع والتي تتم عادة بعد منتصف الليل إلى الساعات الأولى من بزوغ الفجر. وكشفت التقارير الخاصة بالقيادة العامة لوحدات الدرك الوطني عن حجز خلال السداسي الأول من السنة الجارية كمية من المواد الغذائية ب 110 1046 طن، منها 854 6082 طن حجزت بولاية خنشلة، كما تم إحباط محاولة تهريب 567.937 لتر من الوقود، إلى جانب حجز 2314 قارورة مشروبات كحولية و462.272 خرطوشة سجائر وحجز 53.923 وحدة ألبسة و487 سيارة مسروقة. وخلال شهر جويلية الأخير وحده، تم توقيف 187 شخص متورط في 338 قضية تهريب تم حجز من خلالها 5809 قارورة مشروبات كحولية و75250 لتر من البنزين و4867 علبة سجائر و6542 وحدة ألبسة و17.97 طن من المواد الغذائية، كما تمكنت ذات الوحدات من حجز 54 سيارة و10 دراجات نارية و41 حمارا، بالإضافة إلى حجز كمية من المخدرات المهربة تقدر ب 100.959 طن من الكيف المعالج و2974 قرص مهلوس بزيادة ب 20 % من القضايا المعالجة الخاصة بتهريب المخدرات عن السنة الفارطة، حيث تم معالجة 1446 قضية وتوقيف 2286 شخص، بينهم 23 امرأة، فيما قذفت أمواج البحر كمية من المخدرات المهربة تقدر ب 407.295 كلغ من الكيف والتي تهرب عادة على مستوى ولايات تلمسان، عين تموشنت، تيبازة، بومرداس، الجزائر العاصمة، مستغانم، جيجل، سكيكدة وعنابة، بالإضافة إلى وهران وأدرار فيما تبقى وحدات الدرك الوطني بالمرصاد أمام محاولات التهريب عن طريق تضافر جهود جميع الأجهزة الأمنية المتواجدة على الشريط الحدودي.