تشهد العديد من المناطق الواقعة بين تيزي وزو وبومرداس، منذ أول أمس، تواجدا أمنيا مشددا من طرف القوات المشتركة التي ارتكز وجودها على المعابر ومختلف المنافذ المؤدية من وإلى تيزي وزو، على وجه الخصوص، من خلال تنصيب خيمات مدرعة، والاستعانة بفرق خاصة، وأخرى أسندت إليها مهمة تفتيش المركبات. وكانت مصادر متطابقة أكدت ل"الفجر" وقوع اشتباك مسلح بالقرب من الناصرية في ولاية بومرداس مع جماعة إرهابية، يتراوح عدد أفرادها بين10 و15 عنصرا، مسلحين برشاشات كلاشينكوف مع قوات الجيش الوطني الشعبي. وخلفت هذه العملية التي دامت أكثر من نصف ساعة من الزمن، بالاستناد إلى ذات المصادر، إصابة عدد من الإرهابيين بجروح، وصفت ب"الخطيرة"، إلى جانب مقتل أحد الجنود، خلال تبادل لإطلاق النار، أعقبه فيما بعد عمليات تمشيط واسعة للأدغال الممتدة على الشريط الرابط سيدي علي بوناب، باتجاه مرتفعات الناصرية، وصولا إلى بغلية، باستعمال أسلحة حربية ثقيلة ومروحيات عسكرية، إلى جانب الاستعانة بقصف جوي، أسفر في حصيلة أولية عن تدمير "كازمة" عثر بداخلها على العديد من المواد الغذائية والأفرشة، إلى جانب أدوية و ذخيرة. وأضافت ذات المصادر عن تمكن مصالح الأمن من استرجاع سيارة نفعية بمنطقة أعفير كانت بحوزة جماعة إرهابية سرقتها منذ ثلاثة أشهر من أحد المستودعات ملكا لأحد الأشخاص (ميكانيكي). وجاءت العملية الأخيرة في الوقت الذي تحاول المصالح المختصة فرض سيطرتها وقبضتها على شبكات الدعم والإسناد، التي ظهرت بقوة بمناطق بومرداس في الأشهر الأخيرة، لا سيما بين مرتفعات بغلية وبرج منايل، حيث تم توقيف العديد منهم، أغلبهم شباب، وكذا اقتفاء آثار آخرين منهم بمناطق دلس وكاب جنات، بعد ورود معلومات مفادها وجود عدد من الأشخاص يقدمون الدعم للعناصر المسلحة، التي تبين أنها تعد أيامها الأخيرة بالمعاقل، التي تم ت محاصرتها من قبل قوات الجيش. كما زحفت هذه القوات أول أمس إلى أدغال ميزرانة في شطريها بتيزي وزو وبومرداس، في انتظار توسيع رقعة عملية التمشيط نهاية الأسبوع، لتمس الشريط الغابي الممتد من دلس إلى غاية أكفادو بولاية بجاية، لمحاصرة نشطاء "كتيبة الأنصار" التي سلم أميرها المدعو "أبو تميم" نفسه لمصالح الأمن بعزازفة، وكذا كتيبة "الفتح" على وجه الخصوص، والتي قضي على أميرها المدعو عمر بن تيتراوي المكنى ب"يحيى أبو ختيمة"، عندما ترصدت القوات الخاصة تحركاته، وحاصرته بإحدى المطاعم بالقرب من مدينة بومرداس.