الزواج المعمري هو نمط تقليدي معروف في الجزائر بزواج الربع دينار20سنتيم ،(بالعامية الربعة دورو) في نواحي مدينة تنس بولاية الشلف، وهو منسوب لولي صالح يدعى"معمر أبو العالية" الذي يرجع نسبه للصحابي الجليل" أبو بكر الصديق رضي الله عنه. تتبعنا هذا النمط الذي يختلف عن المناطق الأخرى في الجزائر بخصوصيته الثقافية، وطريقة الاحتفال به، خاصة الممثلة في الصداق الذي لا يفرض الغلاء والثراء بل يمتاز بالبساطة والتيسير، وتطبيق الشريعة الإسلامية بطريقة عفوية ترضخ لبعض المحرمات و الطابوهات التربوية الهادفة للحفاظ على التضامن الاجتماعي ومكافحة الآفات الاجتماعية، كما نوضح أن هذه المجموعة التي تعترف بهذا الزواج مندمجة في المجتمع الجزائري، ولا يمكن أن نلاحظ وجودها، إلا في مراسم الزواج التي تحاول أن تفرضها اقتداء بالولي معمر. عرف هذا النمط الزواجي تقديسا واحتراما من قبل المجموعة التي أحاطته بهالة من الخرافة والحكايات التي تفيد أن من يحاول خرق هذا العقد الاجتماعي مع هذا الولي تصيبه اللعنة والمصائب، وتم تحديد مهر الزواج بربع دينار ذهبي (ربعا دورو) إضافة إلى بعض المواد الغذائية والحيوانية التي تدخل ضمن الصداق للمحافظة على بقاء التقاليد الإسلامية وبطريقة عملية تكاد تكون شبه آلية، غير أنه طرأت عليه تغيرات كبيرة وجرى تحويله نقدا بفعل التداول السلعي إلا أن رمزيته من حيث تيسير المهر لا تزال باقية، وينتشر هذا العرف المرتبط بولي الله المعروف بسيدي معمر في مدينة تنس ويمتد حتى مدينة شرشال بولاة تيبازة، وتتبع معظم بلديات الساحل الشمالي لولاية الشلف لهذا العرف بطريقة غريبة وبتسليم كامل لطقوس ونواميس هذا العرف.