وتكشف إحصائيات المنظمة العالمية للصحة عن إحصاء 2 بالمائة من سكان الجزائر مجانين ، وهو رقم مخيف تضاعف منذ عام 1998، حيث كانت الجزائر تحصي 130 ألف مجنون أغلبهم ضحايا المأساة الوطنية مسجلين بحالات مختلفة من الجنون بين الأزمات النفسية الخفيفة، وبين حالات الجنون المتقدمة . وفي ذات السياق تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تفتقر الى هياكل متخصصة في هذا المجال وهي غير كافية لاستيعاب الطلبات الكبيرة عليها حيث أن الحصول على موعد فيها يتطلب الانتظار لمدة 5 أو 6 أشهر، وعليه فالعملية تأخذ وقتا طويلا، لذا فإنشاء مراكز جوارية متخصصة أصبحت ضرورة ملحة نظرا للحالة الحرجة التي يتواجد عليها هؤلاء. وعن أهم العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض العقلية أكد لنا احد المختصين العقلانيين أن الضغوط الاجتماعية التي يعيشها الجزائريون من انتشار البطالة وغلاء المعيشة وقلة الدخل وانعدام السكن، بالإضافة إلى قلة أماكن الترويح والترفيه كلها عوامل قد تسبب أزمات نفسية تبدأ على شكل أعراض بسيطة كالقلق والاكتئاب ثم تتحول إلى حالات جنونية يستحيل علاجها، حيث يعاني 40 بالمائة من سكان المدن من إرهاقات نفسية قد تتحول عن طريق الضغط إلى انفجار اجتماعي يصعب التحكم فيه. ومن جهة اخرى اكد لنا ذات المتحدث أن فئة الشباب الأقل من 35 سنة أصبحت معرضة أكثر من أي وقت مضى للإصابة بالأمراض العقلية الناتجة عن الهروب من الواقع الاجتماعي والارتماء في ويلات المخدرات والكحول والحبوب المهلوسة التي تؤدي عن طريق التخدير الى خلل في وظائف العقل وتغير في السلوك، حيث حذّر من أنّ تناول بعض الفيتامينات والمهدئات بجرعات متزايدة دون استشارة الطبيب قد تتحول مع مرور الوقت إلى موادّ مخدرة يصعب الامتناع عنها، مبيّنا أن حوالي مليونين ونصف من الرجال في الجزائر يعانون من عدم التحكم في النفس.