خلصت نتائج الأبحاث التي أجراها مختصون ودكاترة في الأمراض العقليّة بوهران والتي شملت 35 بالمائة من السكان كعيّنة لدراسة مختلف الاضطرابات النفسيّة والعقليّة التي يعاني منها سكان الولاية، إلى تسجيل إصابة21 بالمائة من هؤلاء المبحوثين الذين تمت معاينتهم بالمصالح والمراكز الصحيّة بمختلف الأمراض العقليّة والنفسيّة حسب ما كشفت عنه الدراسة التي أجريت في غضون السنة الفارطة. * وكشف المركز الصحّي الجواري بالصدّيقيّة أنّ نسبة كبيرة بلغت ال80 بالمائة من هؤلاء المجانين والمرضى العقليين "نساء" اختلفت أعمارهن والأسباب التي أدّت إلى إصابتهن بالارتباك النفسي الذي يصل إلى حدّ الجنون بين حالات عديدة، علما أنّ 25 بالمائة من المجانين بوهران قاموا بمحاولات لوضع حدّ لحياتهم عن طريق الانتحار هروبا من الأوضاع الخانقة التي تبقى من بينها المشاكل الإحتماعيّة والعائليّة أولى الأسباب والدوافع التي تؤدّي بعدد كبير من هذه الفئة إلى قتل النفس. * جاء هذا، خلال انعقاد ملتقى وطني حول الأمراض العقليّة والاضطرابات النفسيّة بمعهد ابن رشد للصحة العموميّة بالحمري، حيث عرّج الباحثون والأساتذة والأطبّاء على جملة الأسباب التي أدّت الى انتشار وتفاقم الأمراض العقليّة بين أفراد المجتمع، علما أنّ آخر الإحصائيات التي أدلت بها سابقا جهات مطّلعة، كشفت أن عدد المجانين قد فاق ال20 ألفا على المستوى الوطني خلال السنة المنقضيّة، وهو رقم بات يقلق الدارسين والجهات المختصّة في هذه الأمراض التي يبقى بعضها مستعصي العلاج. * في السياق ذاته، صرّح الدكتور طهراوي خلال الملتقى أنّه تم استقبال حوالي 60 "حرّاقا" لإجراء الفحوصات والكشوفات العقليّة والنفسيّة عليهم بمستوى المركز الصحّي الجواري بالصدّيقيّة، حيث اعتبر الباحثون أنّه تم تصنيف هذه الفئة من الشباب المحبط ضمن قائمة "المجانين" والمرضى العقليين بسبب إقدامهم على المجازفة وركوب قوارب الموت في مغامرة مجهولة المصير بالرغم من درايتهم ووعيهم بالخطر المحدق بهم، على أن يتم إخضاعهم للعلاج النفسي كباقي المرضى الذين يعانون اضطرابات عقليّة تتفاوت حدّتها وأعراضها وخطورتها، فيما كانت الفرصة سانحة للمتدخّلين لمناقشة الطرائق والسبل الكفيلة بالحد من الظاهرة والخلاص إلى دراسات ناجعة وكفيلة بعلاج هذه الفئة من المجتمع.