وقد أوضح المخرج احمد راشدي أن إعجابه بفكرة فيلم " مصطفى بن بولعيد "جعله يحرص على أن يكون مضمونه إنسانيا إلى حد كبير ، حيث انه أوضح ان أحداث هذا الفيلم تدور حول الرجل الذي فجر الثورة وكان يؤمن بقضية وطنه رغم انه لم يكن مضطهدا من الاستعمار. ولكنه ضحى بأمواله وحياته وأولاده في سبيل قضية بلده حين قرر هو وستة شباب أن يشنوا حربا ضد فرنسا بكل قوتها. وأضاف المتحدث في حديثه حول هذا البطل الجزائري بقوله " نرى أنه ليس من صناع التاريخ فقط بل ممن ولدوا التاريخ "، مضيفا "أنا قدمت أفلاما كثيرة عن ثورة الجزائر وكلها تنطلق من الشعار الذي نردده وهو أن البطل الوحيد هو الشعب ولكن أرى أن مصطفي بولعيد يستحق عملا سينمائيا لوحده ". و في سياق متصل تحدث احمد راشدي عن كيفية اختياره لبطل الفيلم حسان قشاش حيث أكد انه اختاره من بين600 ممثل، وفي هذا السياق يوضح المخرج "لم أكن أريد ملامح البطل ملامح عسكرية وإنما كنت أريد إنسانا لأن مصطفي قائد في عيون الناس، ولم يفرض نفسه كقائد وحسان عنده هذا الحضور الكافي..". وأضاف ذات المتحدث أن عدد الأدوار الرئيسية في الفيلم بلغ 88 دورا ، حيث شارك في الفيلم أكثر من خمسة آلاف شخص بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تلقاه من الجيش الذي ساهم في توفير للطائرات المقاتلة والهليكوبتر والجنود، حيث بلغت تكاليف الفيلم تسعة ملايين يورو، كما ان تصوير الفيلم تم باستخدام أحدث الكاميرات والعدسات حتى تخرج الصورة جيدة مائة في المائة. من جهة أخرى تحدث احمد راشدي عن أزمة السينما العربية حيث قال "لا يوجد شيء اسمه السينما العربية وإنما توجد أفلام عربية و السينما العربية هي التي توظف الطاقات العربية كلها في فيلم فمثلا ممثل من مصر ومصور من سوريا ومخرج من الجزائر أو تونس ومهندس صوت من الجزائر هي السينما التي أؤمن بها وأتمناها.. وما يوجد عندنا هو أفلام عربية مصرية ، جزائرية ، تونسية ، سورية والأزمة التي يعاني منها الجميع تكمن في السيناريو." وعن القضية التي تشغل باله ويريد تقديمها سينمائيا ابدى المخرج استغرابه من عدم وجود أي عمل سينمائي يجسد "عبور أكتوبر1973" رغم مرور كل هذه السنوات حيث قال " استغرب كيف مرت كل هذه السنوات ولم أشاهد فيلما عن العبور.. حتى الآن أنا انتظر أن أشاهد فيلما عن هذا الانتصار الكبير. فهذا الانتصار هو حدث في التاريخ العربي, فكيف نحن كمخرجين عرب لا نقوم بعمل فيلم عن هذا الانتصار، أتمني أن يأتي اليوم وأشاهد فيلما يظهر قيمة وأهمية هذا الحدث". وفي هذا السياق أبدى المخرج احمد راشدي استعداده لتنفيذ أي سيناريو يعرض عليه حول حادثة العبور لأنه انتصار لكل الشعوب العربية ولابد أن يخلد من أجل الأجيال.