اقترح فريق من الباحثين الجزائريين المشرفين على الدراسة الخاصة ب"مشروع المغرب العربي-أوروبا" الخاص بإنتاج وتصدير "الهيدروجين الشمسي" ان يطلق هذا الأخير عبر إنشاء محطة للطاقة الشمسية قرب مدينة غرداية نظرا للإمكانيات الشمسية الهائلة التي تحوز عليها الجزائر في كامل الحوض المتوسطي. وصرح "بوزيان مهماه" المشرف على إعداد الدراسة ل"واج" ان الدراسة تتمثل في البحث عن إمكانية مزج غاز الهيدروجين بالغاز الطبيعي وان النتائج الأولية لها "مقنعة ومشجعة"، مشيرا إلى ان الدراسة تحصلت على جائزة تشجيعية من قبل مجلة "النفط والتعاون العربي" المعتمدة من قبل منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوبك". وخلص فريق البحث الجزائري انه يمكن للمشروع ان يطلق عبر إنشاء محطة للطاقة الشمسية قرب مدينة غرداية القريبة من حقول غاز حاسي الرمل نظرا لكون الموقع تتوفر به جميع الشروط، وتتمثل هذه الشروط في "مكمن شمسي معتبر وكميات ضخمة من المياه قابلة للاستغلال وشبكة أنابيب نقل الغاز العابرة للمتوسط التي ينقل عبرها الهيدروجين وكذا وجود تقنيات ناضجة وفعالة لإنتاجه". وحسب دراسة أجرتها وكالة الفضاء الألمانية "تحوز الجزائر على أضخم الإمكانيات الشمسية في كامل الحوض المتوسطي حيث تتراوح قدراتها السنوية ب169 ألف تيراواط ساعة بالنسبة للطاقة الحرارية الشمسية و14 تيراواط ساعة بالنسبة للطاقة الشمسية الفوتوفلطائية و35 تيراواط ساعة بالنسبة لطاقة الرياح"، ويقدر حجم الإمكانات الشمسية للجزائر بنحو 10 أمثال حجم مكامن الغاز الطبيعي التي اكتشفت في حاسي الرمل حسب نفس الدراسة. ويرجح أصحاب الدراسة انه من الممكن تسخير شبكة أنابيب الغاز الطبيعي الحالية لنقل "الهيدروجين المتوائم" بمعنى نقل المادتين "الغاز والهيدروجين" عبر نفس الأنبوب مع مراعاة بعض الشروط التقنية. وهناك مخطط لمشروع نقل وتوزيع مزيج من الغاز الطبيعي والهيدروجين تقوم به مجموعة أوروبية ويهدف إلى "تحديد الشروط والظروف التقنية والاجتماعية الاقتصادية لحقن الهيدروجين في الغاز الطبيعي باستخدام البني التحتية الجاهزة"، من بين البلدان الأعضاء في المشروع نجد الجزائر وليبيا وفرنسا واسبانيا وسويسرا وايطاليا وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة.