بعد الهجوم الأمريكي الذي شنته أربع مروحيات أمريكية مساء الأحد على منطقة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق ، استدعت سوريا القائمين بالأعمال الأمريكي والعراقي في دمشق احتجاجا على الاعتداء ، وأبلغتهما احتجاج وإدانة سوريا لهذا الاعتداء الخطير . و حملت القوات الأمريكية مسؤولية ماحدث وطالبت على لسان مسؤوليها "بالتحقيق الفوري بهذا الانتهاك الخطير ومنع استخدام الأراضي العراقية للعدوان عليها ". وقد خلف الهجوم مقتل ثمانية مواطنين ، هم المواطن داود محمد العبد الله وأولاده الأربعة والمواطن أحمد خليفة والمواطن علي عباس الحسن وزوجته ، وجرح مواطن آخر . وبهذا فقد كشف الهجوم الأمريكي على العراق حقيقة الاتفاقية الأمنية بين الاحتلال الأمريكي والعراق ، حيث برزت حقيقة مخاطر قبول وتوقيع هذه الاتفاقية ليس على العراقيين فحسب بل على دول الجوار ، فإذا كانت الاتفاقية الأمنية تمنح القوات الأمريكية الحق في ضرب وملاحقة كل من تراه يهدد أمنها دون أن يكون بإمكان العراق محاكمة الامريكين على جرائمهم فان هذه الاتفاقية أصبحت تطرح بجدية ضرورة رفض استمرار التواجد الأمريكي في المنطقة. وهو ما يفسر التخوف والضغوطات الإيرانية لحث العراقيين على رفض الاتفاقية الأمنية. وفي محاولة للقوات الأمريكية لتبرير جريمتها في سوريا اعتبرت أن الهجمة جاءت في إطار ملاحقة مقاتلين معاديين لأمريكا والعراق والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل المتسللين إلى العراق في سوريا اكبر من المتسللين من إيران والأردن ولماذا لم تضرب القوات الأمريكية الحدود العراقية مع إيران أم أن الأمر يحمل في طياته اتفاقيات سرية نتساءل هنا عن حقيقة الموقف الإيراني من الدول العربية .. ومن زاوية أخرى فان الاستهداف الأمريكي لسوريا إذن قد يفسر في سياق استمرار حملة الضغوطات وسياسة العزلة التي تحاول الولاياتالمتحدة فرضها على سوريا لاسيما في علاقاتها القوية مع إيران خاصة بعد بوادر عودتها إلى الساحة السياسية ، ثم إن واشنطن غير راضية عن إمكانية انطلاق المفاوضات بين سوريا وإسرائيل ، هذه الأخيرة التي تضطر اليوم إلى محاورة سوريا والعرب بدون إشراف أمريكي بعد أن تقلص حجم المساعدات الأمريكية لها اثر الأزمة المالية وإمكانية حرمانها من وضع "المدلل الأمريكي" والذي قد يتغير بمجيء رئيس أمريكي جديد. ومن جملة ردود الأفعال على الهجمة الأمريكية أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" "تضامنها ووقوفها الكامل مع القيادة والشعب السوري في وجه "العدوان الأمريكي الغاشم، على سوريا الشقيقة".