لسنا ندري لماذا يوجد أشخاصا في مجتمعنا لا ينظرون الى الأشياء إلا بالسوداوية ويشككون في كل شيئ حتى لو كان ذاك الشيء واقعا ومفيدا..ما يحدث من أيام بقسنطينة بخصوص مشاريع تحديث هامة تبنتها الدولة كالقطار الكهربائي والجسر العملاق والمدينة الجامعية الجديدة والتشكيك في إمكانية تجسيدها على أرض الواقع يطرح أكثر من سؤال ويحير فعلا خاصة عندما يصير الأمر واقعا وواضحا للعيان كما هو حال الترامواي مثلا..فالايطاليون يشتغلون والوالي يدعو الجميع على المباشر كل من يشكك الى زيارة مواقع العمل والكف عن البلبلة ويقر أن البرنامج ليس برنامجه بل برنامج دولة يرعاه شخصيا القاضي الأول في البلاد بالمقابل تتعالى صيحات مفادها أن الايطاليين رحلوا ؟ السنة الماضية ثارت ثائرة بعض الأشخاص وتحركوا على كافة الأصعدة حتى لا يهدم سجن الكدية واليوم يتحدثون عن غلق جسر سدي راشد وهدم نفق الأمير عبد القادر المحاذي للجامعة الإسلامية وعن رحيل الايطاليين وأشياء أخرى خلقت ما يشبه حالة هستيريا وتشكيك في أوساط مواطني وهو ما كذبه المسؤولون والواقع على السواء .. قسنطينة التي كانت أول عاصمة للجزائر ومقصد الملوك والعلماء على مر العصور وملهمة الشعراء والكتاب والرحالة ذائعة الصيت عالميا بعمق تاريخها وبجسورها وصخورها هي اليوم ترفض الانكسار فالصخر صلب والجسر عال وليس من السهل النيل منها .. ونفتح قوسين لنبرز أن مثل هذه الإشاعات وخلق البلبلة لن يقدم ولن يؤخر فالقطار سار والمشاريع مسجلة والأشغال انطلقت والرعاية في أعلى هرم السلطة مضمونة والقيادة السياسية للبلاد تريد أن ترى قسنطينة عاصمة حقا وحقيقة للشرق تماما كوهران للغرب والجزائر العاصمة لكل القطر ..فأتركوا الناس تخدم والوالي بوضياف قالها أمس أمام الملأ " الموس وضع في عنقي وأنا لست براحل عن قسنطينة كما يريد الكثير وتحديث المدينة صار هاجسا وأفكارا أعيشها ليل نهار وأطلب المراقبة والمحاسبة ولنغلق القوسين " مثل هذا الكلام يوحي أن الرجل وجد لتجسيد برنامج دولة معين وأن له كل الإمكانات والضمانات لتحقيق ذلك فلما التشكيك إذن والأمور محسومة ولفائدة من هذا الضجيج؟