بهذه العبارات افتتحت نفيسة لحرش مسؤولة نشر دار الأنوثة التي أصدرت كتاب "البراءة المسلوبة مجزرة 20 أوت 1955 بملعب سكيكدة" المترجم من اللغة الفرنسية من قبل الراحل عبد الرحمان شريط، وأضافت لحرش أن دقة تناول الأحداث التاريخية المعاشة وصدق رواية معاناة الشعب الجزائري من خلال طفلة بريئة، إضافة إلى محاولة استعادة الوقائع بمسؤولية المناضلة، هي عناصر أساسية تمتعت بها الكاتبة. من جهتها أشارت الكاتبة فاطمة سعدي إلى أن كل الشهادات التي أوردتها في هذا الكتاب تجيب عما تحتمه عليها الذاكرة من واجبات، وبأنها حياة بنت صغيرة أثناء الاحتلال الفرنسي تروي حقائق دون غرور، حيث ذكرت الكاتبة أنه رغم المآسي التي طبعت الحرب التحريرية إلا أن هذا لم يمنع من تكوين علاقات قوية بين أحد ممثلي النظام الاستعماري وطفلة صغيرة من الأهالي. حيث كان كل واحد منهما يبحث عن علاقة ضاعت، علاقة قضى عليها الدهر.. حنان أب لابنته وحنان بنت صغيرة لأبيها، وقد مات الاثنان، وبأن هذا الحنان تجاوز سموه حمام الدم، ولم يقطف من كل هذه الفاجعة الرهيبة إلا أنبل وأشرف ما في الإنسان. وقد تضمن الكتاب ذكريات حزينة وأخرى جميلة عاشتها الكاتبة في طفولتها، حيث كانت هذه البنت الصغيرة تنتمي لوسط بسيط عاشت طفولة سعيدة وهي محاطة بعواطف عائلتها وجيرانها، وأدركت معنى الحوادث نتيجة حب الاطلاع لديها، إلى أن اصطدمت بالمحتل المسيطر على المدرسة والشارع في زمن الثورة، وفي هذا الظرف أصابها في عمق طيبتها وعبقريتها، ونضجت في لحظة واحدة بصدمة 20 أوت 1955، التي صدمتها أمام التعذيب والبطش الوحشي الذي ساد الحوادث، وفي هذا اليوم سلب منها المحتل وبعنف غير إنساني براءتها. وقد جاءت ذكريات الفتاة مقسّمة عبر 26 فصلا، وكل فصل احتوى جملة من الذكريات المؤلمة والسعيدة ، حيث جاء الكتاب في 146 صفحة من الحجم الكبير.