اختتمت أول أمس أبو ظبي الإماراتية فعاليات مؤتمر"الجنرال ديغول والعالم العربي: حقبة تاريخية جديدة في العلاقات العربية الفرنسية"، وكان المؤتمر قد بدأ فعالياته يوم الإثنين الماضي بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، بحضور دومنيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق والعديد من كبار الشخصيات العربية والفرنسية، منها الأمير الحسن بن طلال ووزير الخارجية التونسي الأسبق محمد مصمودي والدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة وهوبرت فيدرين وزير الخارجية الفرنسي الأسبق والسيدة بهية الحريري وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان ودومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي وآلان لاركان رئيس المجلس العلمي في مؤسسة شارل ديغول. دومينيك فيلبان في سياق مداخلته في المؤتمر قال إن "المقاربة الديغولية الى العالم العربي هي رؤية الاستمرارية والاعتراف بهوية الشعوب وبثقافاتها بل هي قبل كلّ شيء فكرة معيّنة عن تاريخ الشعوب إذ كان الجنرال ديغول يؤمن بقوانين الزمان والمكان وحكم التاريخ "، وفي السياق ذاته تحدث دو فيلبان عن الواقعية الاستراتيجية والواقعية السياسية منذ أزمة السويس وبسط الاتحاد السوفيتي نفوذه في العالم العربي وتقرّب الولاياتالمتحدة من إسرائيل لا سيّما في عهد جونسون وتزايد تجاذب المنطقة بين القطبين وهو ما رفضه بشكل عام الجنرال ديغول، مشيرا الى أن اتفاقات إفيان بين الحكومة المؤقتة الجزائرية والسلطات الفرنسية، شكلت نقطة محورية في تبدّل سياسة فرنسا مع العالم العربي". من جانب آخر تناول المؤتمر في جلسة من جلساته مرحلة التواجد الديغولي في الجزائر إضافة إلى ندوة حول الجيش الفرنسي في الجزائر وقادة الثورة الجزائريين. المؤتمر تناول جوانب عدة من حياة الجنرال شارل ديغول، وخاصة ما تعلّق بحياته في الفترة الإستعمارية الفرنسية لبعض بلدان الوطن العربي وخاصة الجزائر وسط حضور أكاديميين وسياسيين ورجال تاريخ من فرنسا والعالم العربي باستثناء الجزائريين الذين غابوا عن مؤتمر يطرح التاريخ على طاولة التأريخ، بحقائقه وملابساته..