وبين هذا وذاك يبقى الباروميتر الأساسي لهذه الأندية في تحديد أهدافها هي الأظرفة المالية المخصصة لهذه السوق التي لا تؤمن إلا ب "الشكارة". الظاهر أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرغمت في المدة الأخيرة العديد من البنوك التي لها باع في الساحة الدولية على الإفلاس ، لن تلقي بضلالها على سوق التحويلات الشتوية " الميركاتو" بالجزائر ، بإعتبار أن عددا كبيرا من أندية القسم الأول أبدت عزمها على دخول هذه السوق من موقع قوة لاسيما الأندية التي تلعب من أجل اللقب الوطني وفي مقدمتها وفاق سطيف ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات الرئيس عبد الحكيم سرار الذي قال " سأدعم الفريق بلاعبين بإمكانهم قيادة الفريق إلى التتويج باللقب " قبل أن يضيف " سأحتفظ ب 21 لاعبا و البقية سأدعم بهم التشكيلة التي وضعت نصب أعينها هدف لقب البطولة والكأس العربية ." وفاق سطيف في المرتبة الأولى ماديا ومعنويا ربطت إدارة فريق "الهضاب العليا" نجاعة عملية التدعيم بالأموال التي ستتحصل عليها جراء بيعها لأكثر من سبعة لاعبين وضعهم الرئيس سرار بالتشاور مع المدرب عز الدين أيت جودي ضمن قائمة المسرحين.كما أن صانع ألعاب الوفاق المعروف بإسم "باجيو العرب" حاج عيسى ، قرر الرئيس بيعه لإحدى الأندية الخليجية في محاولة لتدعيم الغلاف المالي الذي خصصه النادي في مرحلة التحويلات الشتوية. هذا ناهيك عن إعارة بعض اللاعبين لأندية وطنية كما هو الحال بالنسبة لعبد المؤمن جابو الذي أعير لإتحاد الحراش في بداية الاسبوع الجاري . وإذا كان الرئيس سرار رفض الكشف عن الظرف المالي المخصص للميركاتو ، إلا أن مصادر عليمة أكدت أن الإدارة السطايفية خصصت ما يقارب سبعة ملايير سنتيم من أجل هذه العملية دون احتساب مبلغ بيع الحاج عيسى لنادي خليجي رفض سرار الكشف عن هويته في الوقت الحالي . هل تتحقق ثورة منادي؟ يأتي إتحاد عنابة في المركز الثاني وراء وفاق سطيف من حيث الغلاف المالي المخصص للميركاتو ، بدليل أن رئيس فريق مدينة "بونة" صرح أنه سيحدث ثورة في مرحلة التحويلات الشتوية مؤكدا أنه عازم على تدعيم التشكيلة بلاعبين بإمكانهم تحقيق حلم أنصار الإتحاد في رؤية فريقهم ضمن حظيرة الكبارمن حيث النتائج . وفي هذا السياق ، وضع الرئيس منادي بعض اللاعبين في قائمة المسرحين على أمل الاستفادة من أموال بيعهم لتدعيم الفريق ، وفي مقدمتهم حميدي الذي يريد تغيير الأجواء بالإضافة إلى المدافع المحوري كمال بوعصيدة الذي وصلته عروض من أندية إماراتية تنشط في بطولة القسم الثاني، ناهيك عن المهاجم بوشريط الذي أبدى رغبته في العودة إلى إتحاد العاصمة ، وهو ما سيتجسد لاحقا. وبناءا على هذه المعطيات تنوي الإدارة العنابية توظيف ما يقارب خمسة إلى ستة ملايير سنتيم من أجل إنجاح هذه العملية ، خاصة وأن الرئيس منادي ومن خلال تصريحاته الأخيرة عازم هذا الموسم على امتصاص غضب الأنصار الذين لن يغفروا له إقصاء فريقهم في الدور الأول من رابطة أبطال العرب ، إلا من خلال رؤية فريقهم يظفر بإحدى التأشيرات المؤهلة للمشاركة في منافسة إقليمية على الأقل. حناشي من أجل إنقاذ الموسم شبيبة القبائل هي الأخرى عازمة على دخول سوق التحويلات الشتوية من موقع قوة ، خاصة في ظل النتائج المتواضعة التي سجلها الفريق في بطولة القسم الأول لحد الساعة وخروجه فارغ اليدين في بداية الموسم من منافسة كأس الكاف أمام النجم الساحلي التونسي بعد وصوله إلى الدور نصف النهائي . والظاهر أن الرئيس القبائلي حناشي قد أسكت بعض الأفواه المعارضة له ولو مؤقتا ، بعد خطفه للابن المدلل السابق لإتحاد العاصمة حسين عشيو، وهي الصفقة التي اعتبرها محيط الكناري بالمربحة رغم مبلغ ال 470 مليون سنتيم الذي منحه ل "الحرامي" لمدة ستة أشهر فقط .كما ينوي الرئيس حناشي تدعيم الفريق بلاعبين بإمكانهم إعادة قاطرة الفريق إلى السكة ، وعليه فإنه مستعد على توفير ما يقارب الأربعة ملايير سنتيم ، حتى يتمكن الفريق من دخول سباق اللقب رفقة وفاق سطيف وإتحاد العاصمة من موقع مريح. عليق والأربعة ملايير سنتيم وعلى غرار حناشي الذي رفض لحد كتابة هذه الأسطر الترشح لعهدة أخرى ، فإن رئيس إتحاد العاصمة سعيد عليق ، الذي لم يقدم ملف ترشحه هو الأخر ،عازم على توظيف أكثر من أربعة ملايير سنتيم لتدعيم التشكيلة بلاعبين يملكون من الخبرة ما تؤهلهم لقيادة تشكيلة سوسطارة إلى العودة إلى الواجهة واللعب من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة العربية. عدم سفر عليق مع التشكيلة العاصمية إلى مصر الجمعة ، ربطه البعض بانشغال المعني بالأمر بالتفاوض مع بعض اللاعبين من أمثال حسين مترف العائد مؤخرا من ديجون الفرنسي وكذا الفينزويلي أندرسون الذي يخوض حصص تجريبية مع الفريق ،هذا دون أن ننسى المهاجم الكولومبي الذي ينتظر وصوله إلى الجزائر بين الحين و الأخر. علما أن عليق ضمن صفقة بورحلي ،حسب مصادر عليمة ،بمبلغ 380 مليون سنتيم . رأس عمروس في المزاد وبعيدا عن الأضواء التي يسلطها الجميع على وفاق سطيف، شبيبة القبائل، إتحاد العاصمة وإتحاد عنابة ، فإن عميد الأندية الجزائرية يكون قد فضل السرية ، حيث ينوي دخول السوق دون إحداث ضجة ، خاصة وأن الأنصار قد منحوا مهلة للرئيس عمروس إلى غاية 15 جانفي القادم لتدعيم التشكيلة بلاعبين بإمكانهم إعطاء نفس جديد للعميد ، وعليه فإن رأس عمروس مرتبط بنجاعة عملية الإستقدامات التي ينوي القيام بها . والظاهر أن عمروس قد إختار الطريق الإفريقي لتدعيم الفريق ، حيث يوجد في إتصالات مع عدة لاعبين أفارقة ينشطون خاصة في القاطرة الأمامية . وبإستثناء الأندية المذكورة أعلاه ، فإن بقية الأندية الأخرى كما هو الشأن بالنسبة لشبيبة بجاية ، أهلي البرج ، إتحاد البليدة ومولودية سعيدة ومولودية العلمة و، و .. ستدخل السوق من باب تدعيم حظوظها لضمان البقاء واحتلال مرتبة مشرفة، خاصة وأنها لاتملك الأموال اللازمة لمجابهة أموال حناشي ، سرار ومنادي .. .