استثمارات سوناطراك لن تتأثر بالأزمة المالية العالمية كشف الرئيس المدير العام لمؤسسة سونطراك السيد مزيان ل"الفجر" أن استثمارات سوناطراك في مجال تنفيذ المشاريع التنموية لن تتأثر بالأزمة المالية وانخفاض سقف الإنتاج سواء الواردة ضمن المخطط الخماسي لرئيس الجمهورية الممتد من سنة 2008 إلى 2012 أو ما بعد ذلك، خاصة أن سياسة الشركة تتبنى اليوم الكثير من المشاريع والمخططات التنموية لما بعد البرنامج الخماسي . وقد تم إعداد جميع هذه البرامج والمشاريع في انتظار مصادقة الحكومة ومجلس الإدارة عليها ليتم تطبيقها في الميدان. وأكد أن مسألة خفض سقف إنتاج البترول لا يكون لها أيضا انعكاسات وتأثيرات فيما يخص عملية التنقيب عن الآبار الجديدة للبترول والإستكشافات، حيث ترصد الشركة سنويا ما قيمته 1.5 مليار دولار كتكلفة مالية لحجم المشاريع الموجه لصالح سوناطراك، حيث تم حاليا تسجيل 16 استكشافا وذلك منذ بداية الينة الجارية 2008، بعدما تم تسجيل في السنة الماضية 20 اسكتشافا، على أن تكون هناك سلسلة من استكشافات ستمس الكثير من الميادين والقطاعات ولا تقتصر فقط على البترول، وإنما ستشمل العديد من المعادن الثمينة أيضا مع آخر السنة الجارية. وفيما يخص تقليص إنتاج النفط في العالم، وخاصة في أمريكا التي تنتج نحو 3 ملايين برميل في اليوم، فالأمر ليس سهلا لكي تخفض من إنتاجها بناء على قرارات قمة "أوبك" لوهران، حيث يبقى الإشكال مطروحا بجدية كيف سيتم مواجهة هذه الدول، على ضوء ما ستخرج به قمة أوبك، حيث بات من الطبيعي أن يكون هناك توازن وتعادل بين دول داخل أوبك وخارجها لرفع الأسعار. من جهته قال بن أشنهو ل "الفجر" أن الأمور اليوم في الساحة الدولية للنفط جد معقدة والوضعية خطيرة، ولا يمكن أن يستهان بها، بعدما أصبحت تهدد مصالح الدول المنتجة للنفط، والتي تلعب الولاياتالمتحدة فيها دورا كبيرا، والأمر لا يقتصر فقط على الرئيس الجديد لأمريكا، الذي ليس له دور مباشر في سوق النفط وفي تحريك اقتصاد الولاياتالمتحدة، والأمور سيتم إيضاحها بعد شهر على حد تقدير، لأن القرار في أمريكا ليس متوقفا فقط على أوباما لأن وراءه الكونغرس الأمريكي الذي سيقف له بالمرصاد في عدم فرض قراراته على الشركات الأمريكية للنفط قصد تقليص إنتاجها، تماشيا والقرارات التي ستخرج بها قمة "أوبك" لوهران، التي سيبنى عليها الملاحظون في سوق واشنطن مخططات جديدة واقتراحات ينتظر طرحها من قبل الرئيس الأمريكي أوباما. وكشف وزير المالية السابق، على ضوء الحضور القوي للشركات الروسية ونائب رئيس روسيا في قمة أوبك، أن ذلك راجع إلى احترام قوانين اللعبة والذي له ارتباط بوجود تطورات اقتصادية ومالية في روسيا، خاصة أن هناك الكثير من الجزاء الإقتصاديين بروسيا يؤكدون تسجيل خسارة كبيرة في الأموال، ومن الاحتمال جدا أن تكون مهتمة بموضع سعر النفط وذلك ما سيتجلى من خلال حضورهم في الإجتماع، حيث يرتقب أيضا أن يكون الإنتاج منخفضا وأقل من العام الماضي. وأشار في ذات السياق، بن أشنهو، أن الأزمة العالمية ليس لها علاقة بالنفط، وبانخفاض الإنتاج والأسعار، لأن المسألة مرتبطة بأسباب نقدية، حيث يقال أن سعر النفط سيؤثر سلبا على نمو اقتصاديات الدول المنتجة للنفط خاصة الدول النامية والتي بات يهدد مستقبلها ومشاريعها التنموية، حيث أنه في سنة 2005 كان معدل سعر نفط 50 دولارا وفي سنة 2007 ارتفع إلى 77 دولارا للبرميل، وأما في 2008 فإن المعدل انخفض، ومع 2009 يرتقب أن يصل ما بين 60 أو70 دولار، مضيفا أن الإقتصاد الدولي في سنة 2007 كان يسير بصورة جيدة، لكن اليوم القضية أخذت منعرجا "خطيرا" في الساحة العالمية لسوق النفط، وهناك عوامل عديدة تصنع الحدث في الإقتصاد الدولي لها علاقة بالتحولات الجديدة، ومنها مصير أوباما وعلاقته بالكونغرس الأمريكي، وحرب العراق وغيرها. فيما تبقى العلاقة أيضا واضحة ومبنية على سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وأضاف بن أشنهو أن الإستقرار في ميزانية الدولة بالجزائر سيبقى محميا ومستقرا مدة 3 سنوات القادمة، وكذا في إنجاز البرامج والمشاريع، لكن بعد مرور أربعة سنوات ونصف ستدخل الجزائر منعرجا آخر، وهذا ما يعكس أن سنة 2009 ستكون سنة تحديات اقتصادية لأنه منذ سنة 1965 إلى اليوم والعالم يعيش أزمات اقتصادية إلا أنها بلغت ذروتها هذه الأيام الأخيرة، مما بات يتطلب أيضا نجاعة في تسيير الموارد المالية الموجودة في صندوق ضبط الإيرادات لاستعمالها بصورة عقلانية، مضيفا "إنني عندما قمت بتأسيس الصندوق عدد كبير من السياسيين عارضوا الفكرة على أساس عدم وجود أية فائدة من وراء ذلك، إلا أنه اليوم قد حان الوقت للإستفادة من الصندوق وإنقاذ البلاد من أزمات مالية صعبة، خاصة المطروحة في الساحة، والمتمثلة في تكملة المشاريع التنموية المسجلة.