في أول يوم من العطلة الشتوية شهدت محطة الشريعة إقبالا كبيرا من قبل العائلات التي قدمت رفقة صغارها، بغية الاستمتاع بجمال الطبيعة النظرة خصوصا مع اكتساءها حلة بيضاء بعد التساقط الكثيف للثلوج في الأيام القليلة الماضية. أتى الزوار إلى الجبل بكل الوسائل السيارات والحافلات، ودبت الحركة في المنطقة، فالكثير من الوافدين قدموا في إطار رحلة منظمة كوكالات السفر التي أحضرت عددا من السّواح الأجانب من فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى فرق الكشافة الإسلامية التي أهدت رحلة إلى منخرطيها، وبعض المدارس التي كرمت التلاميذ المتفوقين، كما نظمت الكثير من العائلات رحلة مشتركة بين الجيران وأبناء الحي. تميزت الأجواء بالحركة الدؤوبة والنشاط من قبل الأطفال الذين أحدثوا ضجيجا من خلال التقاذف بكرات الثلج و صنع الرجل الثلجي وبعض التماثيل التي زينت حسب أذواقهم، واغتنموا الفرصة لالتقاط الصور إلى جانبها، كما فضل آخرون إحضار تجهيزات التزحلق والانحدار على الربوة. كما اتخذت بعض العائلات أجزاء من الغابة للتأمل والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي ميزتها الثلوج، في حين التم بعض الشباب حول موائد الشواء الذين تفننوا في تحضيرها لأفراد العائلات مستعملين "المشواة" مع إضفاء بعض اللمسات الخاصة كإضافة عصير البصل وبعض التوابل. استغل البعض فرصة وجود الأطفال والعائلات في كسب رزق يومه، حيث لجأ بعضهم إلى حراسة السيارات وتشكيل مواقف، كما اتجه البعض الآخر إلى بيع شواء اللحم و النقانق وبعض المأكولات والحلويات للأطفال واستفادة من الوضع عمل بعضهم على إحضار آلة تصوير فوري و مهرجين ودمى كبيرة لمن يريد التقاط الصور معها. وعبّرت بعض العائلات عن ارتياحها نظرا وجود الأمن في المنطقة، كما رحب البعض بقرار إدارة المحطة الرامية إلى إعادة تهيئة المصاعد الهوائية "التيليفيريك" والذي توقف عن العمل مدة 16 سنة مسؤولي المحطة أكدوا أن الأشغال به جارية، وسيبدأ في العمل خلال الأيام القليلة القادمة. ولم تهدأ الحركة في الشريعة إلا في ساعات متأخرة من الليل.