تتواصل فعاليات الصالون الوطني لكتاب الطفل بسطيف وسط إقبال كبير للأطفال رفقة عائلاتهم، حيث أحصت مديرية الثقافة بسطيف إقبال أزيد من 800 شخص يوميا، وحصة الأسد في المبيعات تعود للقواميس والمناهل إلى جانب كتاب اللغات الأجنبية خاصة الإسبانية، الإيطالية والألمانية. كما سجلنا لدى زيارتنا للمعرض الحضور القوي للكتاب باللغة الأمازيغية والترويج للثقافة الأمازيغية بشكل عام، فضلا عن إحصاء عرض أزيد من 14 ألف عنوان بالمعرض. وأبرز هذا الصالون تعطش أهل المنطقة لمثل هذه المبادرات إذ دعوا بالمناسبة إلى تنظيم طبعة ثانية وبحجم أكبر من هذا ولما لا تحويله إلى أيام عربية وإقليمية وحتى دولية، خاصة أن هذا الصالون الأول من نوعه في الولاية قد كشف التنظيم الجيد و التأطير المحكم رغم صغر مساحة قاعة العرض، لتكون الكلمة الأخيرة للطفل الذي يقال عنه أنه أعظم كاتب في الوجود• وعلى هامش الصالون، نظمت مديرية الثقافة برنامجا ثقافيا وفكريا ثريا أبرزه عروض مسرحية للأطفال، إلى جانب ندوات فكرية لمعالجة إشكالية جوهرية في عالم كتاب الطفل والمتعلقة بإشكالية كتاب الطفل بين الواقع والطموح، إذ نظمت مديرية الثقافة بحرالأسبوع ندوتين أخذتا من المسرح البلدي ركحا لهما،إذ قدمت بالمناسبة عدة دراسات لدكاترة وأساتذة جامعيين الذين اهتموا في بحوثهم بالكتاب الموجه للطفولة، ففي أحد المداخلات ركزت الأستاذة نعيمة شلبية كراغل في موضوع بحثها عن المقروئية لدى الطفل بين الكلاسيكية والحداثة وتوصلت إلى أن الطفل الحالي لم يعد ذلك الطفل الذي يتلقى بالطريقة الكلاسيكية أي عن طريق السمع أو كما يسمى بأدب الأسرة بل بات طفلا عصريا أخذ من التطور التكنولوجي منهاجا لحياته، فالأنترنت والأقراص المضغوطة أقبرت الكتاب فرفع القلم وجفت الأسطر.. تقول أستاذة العلوم، كما اعتبرت أن الثقافة الغربية المستوردة عبر الأقمار الصناعية لها تأثير مباشر على أبنائنا والتي ألقنتهم ثقافة مهلوسة على حد تعبير السيد كراغل، فيما بحث الدكتور عبد الغني بارة موضوع تناول جدل الإبداع والإقناع في أدب الطفل عن قضية اللغة التي يجب أن يكتب بها للطفل باعتبار "اللغة هي التي تضع الأشياء وليس العكس فالإشكالية تكمن في الفهم والهدف هو الوصول إلى خلق روح الإبداع عند الطفل" يقول الدكتور بارة، فيما اعتبر أن الطفل الحالي قد اعتاد على الجاهز لتتلاشى بذلك ثقافة الكتاب وتنطلق على أنقاضها ثقافة الشفاهية، فلا بد يقول الباحث في عالم الطفل الحالي المتميز بالتقلب والتغير المستمر الكتابة وفقا لما يتطلبه الظرف والعصر في ظل التكنولوجيات التي باتت تصنع الطفل، ليؤكد جميع المتدخلين في ختام هذين الندوتين على ضرورة إثراء هذا الموضوع وتعميمه وطنيا، كما أجمع الحاضرون أن الوقت قد حان لتكوين لجان خاصة بكتاب الطفل•