قررت، أمس، نقابات الصحة العمومية تجميد إضراب الأسبوع الذي كان من المفروض شنه بداية من هذا السبت وإلى غاية 21 من الشهر الجاري، مؤكدين أن تعليقه ليس له علاقة بضغوطات من الوصاية، وإنما احتراما للدم الفلسطيني. كشف الناطق الرسمي لتنسيقية النقابات المستقلة للوظيفة العمومية، مرابط الياس، خلال ندوة صحفية نظمت بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، بحضور ثلاث نقابات بدلا من خمس، باعتبار أن الاستشفائيين الجامعيين قاطعوا الندوة، حسب تصريح جيجيك رضا، ممثل النقابة الوطنية الأساتذة المساعدين في العلوم الطبية "أن اجتماع ممثلي القطاع الصحي أسفر عن قرار تعليق الإضراب الذي أشعر بشنه بتاريخ 6 جانفي الفارط"، منددا في ذات السياق، بالمجازر الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، في خضم الصمت الدولي والعربي خاصة. وفند مرابط أي انقسامات بين نقابات الصحة أو ضغوطات من طرف الوزارات الوصية، حيث أكد أن القرار إرادي، يهدف بالدرجة الأولى لمساندة قطاع غزة، منددا بسياسة الدمار الشامل التي تنتهجها قوات العدو، أين خرقت كافة معاهدات السلام ومبادئ حقوق الإنسان، بما فيه الحق في الحياة. في حين علق الدكتور يوسفي، رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، أن القضية الفلسطينية وفي الآونة الأخيرة فرضت تأجيل جميع قرارات التنسيقية، حيث أن الأوضاع في غزة تعتبر قضية الأمة الإسلامية كافة، ما استلزم صب الاهتمام في الوقت الراهن في كيفية تقديم المساعدات الإنسانية وبأسرع وقت ممكن، مضيفا أنه لا يمنع التفكير في مواصلة الحركات الاحتجاجية مستقبلا ومعاودة إضراب الأسبوع المعلق، وقبل اجتماع المجالس الوطنية الولائية نهاية شهر جانفي وبداية الأسبوع الأول من شهر فيفري المقبل، لمناقشة الإضراب المفتوح المحتمل تنظيمه إذا ما بقي تجاهل السلطات قائما. وأعلنت النقابات الثلاث، بما فيها النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين، عن التبرع بأجر يوم واحد من راتب مستخدمي قطاع الصحة العمومية لفائدة سكان غزة، مع تحديد يوم الأحد 19 جانفي، كيوم تضامني للفلسطينيين، من خلال تنظيم اعتصامات وجمعيات عامة بالمراكز الجامعية المنتشرة عبر الوطن، على غرار المستشفى الجامعي، مصطفى باشا بالعاصمة. كما دعا ذات المصدر السلطات الجزائرية لتعزيز وتقوية البعثات الطبية إلى غزة، مع استعدادهم إلى الالتحاق بفلسطين لتقديم الإسعافات الطبية والنفسانية، مطالبين في نفس الوقت بضرورة إحضار الجرحى والمصابين للعلاج في الجزائر، باعتبار أن الإمكانيات متوفرة والأطباء عازمون على التكفل بهم من كل النواحي.