ماذا لو استيقظ عبد الناصر من قبره ورأى جمال مبارك يدير شؤون مصر في القاهرة.!؟ ووالده في منتجع شرم الشيخ ينسق مع إسرائيل الهجوم على غزة؟! لا شك أنه يحس بإهانة ما بعد ها إهانة من الشعب المصري؟! ولابد أنه سينتحر في قبره أو على الأقل يموت بقلبه مرة ثانية؟! وماذا لو أن ياسر عرفات استيقظ من قبره ورأى محمود عباس لا يذهب إلى تجمع ل 12 دولة عربية في الدوحة لدراسة موضوع فلسطين وأن هذا المحمود عباس يجلس مكانه على رأس السلطة الفلسطينية؟! لا شك أنه سيطلب من شارون أن يعطيه سما مضاعفا لينتحر؟! وماذا لو رأى صدام حسين المالكي وهو يقف إلى جانب ببوش ويقذف بحذاء؟! لا شك أنه سيندم على أنه أحس بالإهانة لما رأى الرئيس الطلباني يجلس مكانه في كرسي الرئاسة ويفيض شحمه على أطراف الكرسي؟! وصدام الذي كان يزن وزراءه تخلفه جثة كجثة الطلباني؟! أو يخلفه خيال سياسي مثل خيال المالكي.! وماذا لو أن المرحوم فيصل استيقظ من قبره ورأى وزير خارجية مملكته لا يتحكم حتى في حركات رأسه.. لكنه أصبح يتحكم في قرارات كل العرب العاربة والمستعربة؟! لا شك أن الفيصل سيموت بالقنطة على المصير العربي وليس بالفرحة التي وصلت إليها بلاده.. ولا تسألوا عن رؤيته لرقصة الملك عبد الله مع بوش؟! المضحك في كل حال العرب أن إسرائيل أصبحت وحدها التي تقرر متى تشن الحرب وتقرر متى توقف القتال من جانب واحد؟! ومبارك اليوم يبدو مهموما لأن إسرائيل قد توقف القتال في غزة خارج الإتفاق معه، وتحرمه حتى من حق إبلاغ قمة الكويت قرار إسرائيل بوقف القتال من جانب واحد؟! إسرائيل اتفقت مع أمريكا على مراقبة المياه الإقليمية والدولية.. وستراقب سفن البحر الأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس بما فيها السفن المصرية، وهكذا تتحول المياه الإقليمية المصرية إلى ما يشبه سيناء خاضعة للسيادة الإسرائيلية الأمريكية وليس للسيادة المصرية.! هكذا تحولت مصر والعرب في عهد مبارك إلى دولة عظمى! لها كلمتها في المنطقة وتحارب النفوذ الإيراني.! هل هناك خيبة سياسية أكثر من هذه؟!.