تدل هذه الوضعية على نقص في عدد الحافلات المخصصة للنقل الجماعي بالمقارنة مع الطلب المتزايد من المارين عبر المحطة، على حد تعبيرهم، الذين يفضلون التنقل بهذه الوسيلة على غيرها. من جهتهم أبدى المسؤولون تفهما واضحا لذلك، حيث يبررون الوضعية باتساع المدينة والتي تحولت في ظرف سنوات قليلة إلى قطب عمراني كبير يثير اهتمام السكان في أحياء العاصمة. وبالرغم من فتح قرابة 20 خطا حضريا في المدة الأخيرة اقتصرت الاستفادة برخص الاستعمال على مواطني البلدية كونهم دخلوا الميدان مبكرا باستغلال الخطوط التقليدية التي تحتاج إلى معرفة بمخطط العمران المحلي، والذي شهد توسعا كبيرا بعد سنة 2000 أدى إلى زيادة ملموسة في الطلب على خدمات النقل الجماعي للحافلات، في حين بقي ركوب سيارة النقل الحضري حكرا على فئة محدودة من الميسورين، ممن تبعد مساكنهم الجديدة بضعة كيلومترات عن وسط المدينة الذي يقصدونه لاقتناء المواد الاستهلاكية الضرورية. وأضحى التنقل من حي 2004 مسكن حضري متعبا للمواطن بنفس الدرجة مع التنقل من حي المرجة الشعبي إلى مركز المدينة، حيث توجد السوق المغطاة الوحيدة والعيادة متعددة الخدمات، ولا يكفي المرفقان لتلبية احتياجات السكان من الغذاء والدواء. زيادة على ذلك يواجه سائقو السيارات النفعية صعوبات ناجمة عن تدهور الطرقات ووجود برك المياه المتجمعة، إثر الأمطار الأخيرة بسبب انعدام البالوعات وتقادم شبكة تصريف المياه، إزاء تعقد تسيير الوضعية التي يضاف إليها النقل المدرسي حاولت السلطات المحلية إعادة تنظيم شبكة سير وسائل النقل الجماعي بما يسمح بتجنب اختناق محاور الطريق الرابطة بين براقي ومدينتي سيدي موسى والاربعاء.. بينما لا يوجد حتى اليوم خط رابط بين براقي والكاليتوس. في انتظار الشروع في إنجاز محطة جديدة تستجيب للطلب المتزايد وتتضمن مرافق الراحة، يظل الجمهور تحت وطاة النقائص المطروحة برغم تعزيز النقل الحضري مؤخرا بأربع حافلات جديدة، بعد تسجيل تفاقم وضعية التنقل الأسبوع الماضي، علما أن إنشاء موقف للنقل الجامعي أمام المحطة القديمة مع بداية الموسم الدراسي الجديد ساهم في التخفيف من حدة الازدحام الذي ساد فترة غير قصيرة.