فسر الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، صمته الطويل عن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، بدعمه لإسرائيل ومطالبته بوقف صواريخ المقاومة ووقف إمدادها بالسلاح، ومطالبته بالتطبيع مع إسرائيل، في خطوة خيّب فيها آمال بعض الشعوب العربية التي توهمت بالتغيير الذي اتخذه شعارا لحملته الانتخابية، لينتهي إلى مواصلة نهج سلفه جورج بوش• في أول تصريح له منذ توليه الرئاسة الأمريكية، الثلاثاء الفارط، طالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ووقف هجماتها الصاروخية عليها، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين والتي خلفت على مدى 22 يوما كاملة، إلى جانب تدمير غزة وتشريد أهاليها، 1330 شهيد فلسطيني وأكثر من 5300 جريح• وقد انتقدت حماس هذه التصريحات، وقال ممثلها في لبنان أسامة حمدان، حسب ما نشرته مصادر إعلامية، إن الرئيس أوباما يصر على ألا يُحدث أي تغيير في نهج من سبقوه• ووصف حمدان تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد بشأن وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة بأنها بداية غير موفقة• وجاءت تصريحات أوباما في كلمة له بعد إعلانه تعين السيناتور السابق، جورج ميتشل، مبعوثا خاصا للسلام في الشرق الأوسط والسفير ريتشارد هولبروك مبعوثا خاصا إلى أفغانستان وباكستان• ورغم كل الدعم بشتى أنواعه الذي تتلقاه إسرائيل منذ عقود من قبل الإدارة الأمريكية، وبصفة خاصة في الميدان العسكري، جدد أوباما التزام بلاده بالدفاع عن إسرائيل ودعمها في مواجهة الأخطار• وفي المقابل أكد دعم الولاياتالمتحدة ما أسماه نظاما لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، في خطوة ترمي إلى إجهاض المقاومة الفلسطينية• ولم يصدر الرئيس الأمريكي الجديد أية إدانة للمجازر التي ارتكبتها خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة ولا أي نوع من تحميلها المسؤولية كإجبارها على دفع تعويضات مثلا لسكان غزة، واكتفى بإبداء تعاطفه مع المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون فورا إلى الطعام والمياه النظيفة والعناية الطبية العاجلة• وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تفتح المعابر لمساعدة الفلسطينيين والانسحاب من قطاع غزة دون أن يحدد إجراءات فعلية لإنقاذ هؤلاء المدنيين وتحسين ظروفهم• وفي خطوة تطالب بالتطبيع مع إسرائيل وتتجاهل الاعتراف بحماس كحكومة فازت ديمقراطيا باختيار الشعب لها، اعتبر أوباما أن مبادرة السلام العربية للسلام تحتوي على مواد بناءة، مضيفا أنه حان الوقت كي تساعد الدول العربية جهود السلام من خلال دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية وأخذ الخطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل• جاء ذلك في أول نشاط ذي طابع دبلوماسي للرئيس أوباما، بعد يوم من توليه مهامه، حيث ترأس في مقر وزارة الخارجية الأمريكية حفل الإعلان عن تعيين جورج ميتشل (75 عاما) الذي يوصف بأنه مهندس السلام في إيرلندا الشمالية، مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط• وفي نفس اللقاء أعلن عن تعيين هولبروك، الذي توسط في إيجاد اتفاق السلام بين القوى المتحاربة في البوسنة وتوصل إلى ما عرف باتفاق دايتون للسلام، مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى أفغانستان وباكستان• وفي الحفل ألقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلمة أكدت فيها أن بلادها تشهد حاليا ميلاد عصر جديد في سياستها الخارجية• من جانبه أقر جورج ميتشل فور تعيينه بأن ملف الشرق الأوسط يتسم بالتغير والتعقيد، لكنه استدرك قائلا إنه لا يوجد نزاع لا يمكن إنهاؤه• وبشأن أفغانستان قال الرئيس أوباما إن الوضع هناك لا يزال خطرا وتوقع أن تطول المواجهة مع حركة طالبان•