أفاد مدير عام الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، بن عامر، أن المؤسسة فقدت ما يناهز 35 بالمائة من سوق النقل في البلاد خلال السنوات العشر الأخيرة، كما سجلت عجزا ب12 مليار دينار• وربط تراجع أداء المؤسسة بالوضع الأمني الذي عانت منه المناطق الجبلية خاصة، وتدهور حظيرة المؤسسة، رغم عمليات الإصلاح وإعادة التأهيل المتكررة على مستوى ورشات الصيانة الداخلية• وأوضح مدير عام الشركة، في تصريح لحصة "ضيف التحرير" بالقناة الإذاعية الثالثة، أمس، أن الشركة لم تحقق سوى 4 ملايير دينار كرقم أعمال، بعدما كان المعدل السنوي لا يقل عن 11 مليار دينار، مشيرا إلى أن عملية التطهير التي عرفتها المؤسسة في الفترة الممتدة بين سنتي 1995 و2005 ، والمقدرة في المجموع بأكثر من 36 مليار دينار، ظلت محدودة الأثر بسبب الأوضاع التي عانت منها المؤسسة وأثرت على تنافسيتها ونوعية خدماتها المقدمة• وتحدث المسؤول عن مواجهة المؤسسة لعاملَين سلبيين أثّرا على مردوديتها وعلاقتها بالزبائن، الأول يتعلق بالوضع الأمني واستهداف العمليات الإرهابية للقطارات، مقدّرا الخسائر بأكثر من 30 مليار دينار، بالإضافة إلى لجوء إدارة المؤسسة لاعتماد مخطط أمني داخلي تطلب توظيف 900 عون أمن، وهو ما يناهز 10 بالمائة من عدد عمال المؤسسة ككل، ما يعني أن مصاريف إضافية باهظة تؤثر على التوازن المالي• ويتعلق العامل الثاني بتردي حالة حظيرة المؤسسة، وخاصة القاطرات، جراء العمليات الإرهابية وكذا قدمها، حيث أن 200 قاطرة تجاوز عمرها 25 سنة، مشيرا إلى إنشاء فرع خاص بإعادة تأهيل القاطرات والعربات، والشروع في صيانة القاطرات بورشة متخصصة بسيدي بلعباس، ومن المنتظر تسليم عشر قاطرات ابتداء من أفريل القادم• وأبدى بن عامر تفاؤلا كبيرا في المستقبل، بعد دخول العتاد الجديد حيّز الاستغلال، مثل قاطرات الدفع الذاتي (أوتوراي) التي تربط بين المدن الجهوية، بالإضافة إلى استلام الخطوط الجديدة، في وقتها المحدد، وخاصة خط الجزائر - الثنية والجزائر - العفرون، المجهزان بتقنيات مراقبة وإشارة متطورة ويعتمدان على الطاقة الكهربائية، حيث أكد أن الخط الأول دخل مرحلة التجربة منذ بداية جانفي الجاري، والثاني سيجري تجربته في فيفري القادم، وهي مرافق من شأنها تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمسافرين وفي نقل البضائع، حيث أشار إلى أن المؤسسة تطمح إلى نقل 13 مليون طن من البضائع و85 مليون مسافر في آفاق 2013، منهم 61 مليون مسافر بشبكة ضواحي العاصمة لوحدها، بينما لا يتجاوز الرقم في الوقت الراهن 14 مليون مسافر فقط، مبررا ذلك بنوعية الخدمة التي ستقدم من حيث السرعة والأمن، وهو ما سيعفي المواطن من معاناة التنقل من وإلى العاصمة الغارقة في اختناق فادح في حركة المرور•