علمت "الفجر" من مصادر مطلعة أنه تم نصب مئات أجهزة المراقبة اللاسلكية تعمل بنظام الأشعة ما تحت الحمراء، تلعب دور المناظير الليلة، لكن بنظام تحكم عن بعد، الهدف منها كشف تحركات الأفراد في الغابات الكثيفة وأعالي الجبال بالمناطق المعزولة في الولايات التي اتخذ تنظيم دروكدال معاقلا فيها مخابئ وكازمات، التنقل بينها غالبا ما يكون ليلا على طول مسالك ثابتة وأخرى متغيرة• أجهزة المراقبة التي زرعت بالمحاور الرئيسية قالت مصادر "الفجر" إنها منصوبة بشكل تضمن تغطية للمناطق المراد رصد تحركات الإرهابيين بها، وهي أجهزة مراقبة ليلية ترصد تحركات كل الكائنات الحية بشكل يمكن من التفريق بين الأفراد عن غيرهم• وجاءت الخطوة التي بدأ العمل بها منذ مدة في سياق التضييق الأمني على عناصر التنظيم، الذي يسمي نفسه "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وهو ما مكن من رسم خارطة محاور تحركاتهم من خلال الصور الليلية التي ترصد إلى جانب التحرك لأي شخص الأجهزة المعدنية من أسلحة وهواتف وأجهزة اتصالاتهم اللاسلكية، ما سهل في العديد من المرات على قوات الأمن المشتركة استهداف أتباع عبد المالك دروكدال "أبو مصعب عبد الودود" الذين شلت ضربات وحدات الجيش لها تحركاتهم ورمت بما أسماه التنظيم "مخطط إعادة الانتشار وتغيير تمركزه من أعالي تيزي وزو وبومرداس إلى ولايات مجاورة في إثبات اتساع رقعة نشاطه وتواجده بعد فشله في تنفيذ هجمات وسط النسيج الحضري خلال الأشهر الأخيرة• لكن المراقبة الليلية والمداهمات التي تتم بناء على معلومات دقيقة مكنت في العديد من تدمير مخابئ وكازمات على مدار الأشهر القليلة والقضاء على عدد من عناصر التنظيم الدموي• وزيادة على الضربات القوية التي تلقاها التنظيم، فإن حركة "التمرد" في أوساط أتباع التنظيم الدموي وصراع الزعامات والانشقاقات بسبب العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم والتي زرعت الشك والتملل وتراجع القناعات "الجهادية" لعدد هام من عناصر وقياديين في التنظيم• أما في عمق الصحراء وعلى طول الحدود في أقصى الجنوب فإن رصد مروحيات الكشف بالصوت والصورة لكل التحركات المشبوهة، أوقع العديد من قوافل سيارات "ستايشن"، التي حاولت تهريب أسلحة أو أغراض أخرى، بل وكبحت تحركات الإرهابيين على طول الشريط الحدودي، وفي عمق الصحراء باتجاه الشمال• وكانت الضربات الأخيرة التي أوقعت بالعديد من سيارات "الستايشن" في أقصى الجنوب الشرقي أو بالجنوب الغربي على الحدود المتاخمة لموريتانيا ومالي ثمار اعتماد عتاد بهذه الدقة والفعالية• وعلى صعيد آخر، أفادت تقارير أمنية أن عدد من خطوط الهاتف النقال المشغل بالعديد من الولايات ملفاتها تضمنت وثائق هوية مزورة وأخرى وهمية، على اعتبار أن بطاقات الهوية التي كانت تطلب من المشتركين لم يكن مصادق على مطابقتها للأصل من طرف البلديات وكانت نسخا طبق الأصل فقط، وهذا ما سهل لبعض المجرمين استعمالها دون الايقاع بهم بسرعة لأن الهويات غير صحيحة، ولم تستبعد مصادر "الفجر" أن يعاد النظر في بطاقية مشتركي الهاتف النقال لدى مختلف المتعاملين، وربما سيطلب من المشتركين الذين أودعوا بطاقات هوية غير مصادق عليها استبدالها بنسخ طبق الأصل مصادق عليها•