اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو،أن الثورة الجزائرية أدركت بعد حوالي أربع سنوات من اندلاعها أنه آن الأوان لتأسيس حكومة مؤقتة، موضحا أن إنشاء هذه الحكومة كان تتويجا لكفاح بطولي كبير أجبر فرنسا للجلوس على طاولة المفاوضات ونيل الاستقلال. وأضاف سعيد عبادو أن فرحات عباس تحمل مسؤولية قيادة الحكومة المؤقتة وهو يدرك بحكم تجربته النضالية الطويلة ثقل تلك المسؤولية وما يتحتم عليها مواجهته في ضوء واقع استعماري، موجها رسالة إلى جيل الاستقلال حاثهم على الاهتمام أكثر بالبحث والدراسة فيما يخص هذه المرحلة الهامة من تاريخ الجزائر. و أضاف عبادو أن الوقت الراهن، أصبح تأسيس مدرسة وطنية تهتم بالتاريخ على أساس موضوعي وواقعي أكثر من ضروري، بهدف تبليغ هذا التاريخ إلى الأجيال الصاعدة حتى تكون على إطلاع بالتضحيات التي قدمت من أجل تحرير الجزائر، موضحا أن الظروف أصبحت مهيأة أمام ذوي الاختصاص من الكفاءات الوطنية للإسهام العلمي والمباشر في تحقيق هذا الطموح الوطني الكبير. و أفاد أن واقع الحال يفرض علينا اليوم في إطار مسعانا لكتابة تاريخنا الوطني اعتماد المناهج العلمية الحديثة و تكييفها مع الواقع والمعطيات الوطنية خاصة و أن تاريخنا -كما قال -قد تعرض عبر العصور إلى حملات تزييف وتشويه في محاولة للتقليل من أهمية ما تميز به من أمجاد و بطولات.وأكد عبادو أنه لكتابة التاريخ على أسس صحيحة ومتينة يجب الرجوع إلى المصادر الأساسية وهي الشهادات الحية للمجاهدين الدين عايشوا الأحداث والدين صنعوها، مشيرا إلى أن الوثائق وحدها لا تكفي بحكم أن الثورة كانت شعبية تعتمد على السر كما أن بعض الوثائق تتلف في بعض الحروب حتى لا تقع في يد العدو. وأضاف عبادو أن هذه الشهادات تكمل بالوثائق والوسائل الأخرى، مؤكدا أن المادة موجودة لكتابة التاريخ سواء في المتاحف ومركز الدراسات ووزارة المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين.وفي هذا الخصوص، ناشد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أساتذة التاريخ والباحثين والمختصين إلى الاهتمام بتاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، مشددا أن تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر يجب أن تحتضنه الجامعة.وأضاف عبادو أن كتابة التاريخ تمكن من الرد على كل التساؤلات والدفاع عنه ضد التيارات التي تظهر هنا وهناك من اجل تزييف التاريخ والطعن في الحركة الوطنية وتاريخ الكفاح المسلح.