تراوحت ردود الفعل الصادرة امس السبت عن التشكيلة السياسية الناشطة في الساحة الوطنية الجزائرية ،عن أسفها إلى تحويل ثورة الغضب الاستباقية إلى انحراف غير مؤسس وغير منظور العواقب على المصلحة العامة للمجتمع والأمة ،داعية الشباب الجزائري ،إلى الركون إلى زاوية التعقل والنظر في دبر النتائج خاصة و أن السلطات العمومية قد ردت على الرسائل الآتية من الأطراف السفلى للمجتمع قد وصلتنا وفهمناها وحلها لن يتجاوز إلا بضع أيام أو أسابيع أو ...كما حملت الرسائل النازلة من الطبقة السياسية والحكومة والجماعات الاقتصادية أن المطالب مشروعة وستعالج في حينها وعلى وجه عادل وشامل . ومن بين الأصوات التي رافعت من أجل الطرح السلمي للحوار بين الحاكم والمحكوم السيدة الأمينة العامة لحزب العمال ، لويزة حنون ،التي دعت ،امس السبت ، بالجزائر العاصمة إلى فتح قنوات الاتصال و الحوار مع الشباب للتواصل معه و الاستماع إليه. واعتبرت حنون ،في كلمة ألقتها لدى افتتاح دورة غير عادية للمكتب السياسي للحزب أن"العجز"في الاتصال بين القنوات الرسمية و وسائل الإعلام الثقيلة وبين الشباب"خطر كبير على استقرار البلاد".و حسب لويزة حنون ،فان"الانعدام الكلي للاتصال مع الشباب عمق في أنفسهم انعدام الثقة و الخوف من المستقبل"مؤكدة على أهمية الاستماع إلى هذه الشريحة و الاستجابة لتطلعاتها "لكي تعود لها السكينة و الثقة". و دعت الهيئات المعنية إلى الحديث إلى الشباب و اعطاءهم "حقائق و أرقام صحيحة و دقيقة حول مناصب الشغل التي ستوفر لهم في كل قطاع و الإسراع في تنفيذ مخططات دعم المؤسسات".على التلفزيون إعطاء الميكروفون للشباب و تغطية كل الاحتجاجات..كما دعت التلفزة الوطنية ، إلى إعطاء الميكروفون للشباب و تغطية كل الاحتجاجات لأن ذلك سيعني - حسبها -أن "الدولة تمد لهم يدها و تبحث لهم عن حلول".و اعتبرت ، أن ما وصفته ب"انتفاضة" الشباب "لا تهم فقط وزارة التجارة و إنما كل الحكومة التي عليها أن تفتح باب النقاش حول كل الإجراءات الممكن اتخاذها لتحسين الأوضاع الاجتماعية" داعية أيضا إلى إنشاء دواوين للمنتوجات الحيوية التي تدعمها الدولة.و دعت حنون ، أيضا إلى تقديم منحة بطالة للشباب الذي لا يعمل لا يقل مبلغها عن نصف الآجر القاعدي الأدنى المضمون مقترحة التعجيل بوضع قانون مالي تكميلي 2011 يوفر هذه المنحة و يتضمن إجراءات أخرى تجسد "احتكار الدولة للمواد الأولية المستوردة". وقالت حنون ، أن الشباب "لم يخرج إلى الشارع بسبب ارتفاع أسعار الزيت و السكر بل لتراكم مشاكله المختلفة" منها - كما قالت - البطالة و أزمة السكن غير أنها اعتبرت الزيادات الأخيرة في بعض المواد الاستهلاكية الأولية "استفزازية و إجرامية".و اعتبرت أيضا ، أن "مخلفات التصحيح الهيكلي و المأساة الوطنية مازالت موجودة" و أن الشباب "الذي انتفض ولد في قلب سنوات الإرهاب و تشبع من العنف و فقد مقومات و مراجع شخصيته" ، و على الدولة أن تتكفل به. حان الوقت أن تقرأ الحكومة الرسائل الصاعدة من الأطراف السفلى للمجتمع كما أكدت على ضرورة ، "قراءة الرسائل الموجهة من قبل الشباب" من خلال الانتفاضة التي قام بها معتبرة هذه الشريحة "الأكثر حرمانا في المجتمع و الأكثر قلقا على مستقبله" و فتح نقاش "جدي".و حسب حنون فان ، "بعد عودة السلم تحتل المشاكل الاجتماعية والسياسية الصدارة و تطفو على السطح" و قد "وجد الشباب في الانتفاضة و الحرق و التكسير متنفس و طريقة للتعبير عن غضبه و خوفه من المستقبل". و قالت ، انه يجب على الدولة أن تسجل هذه الاحتجاجات كاستغاثة "لان الشباب في ضيق و يمكن لأي احد أن يتلاعب بهم".و اعتبرت القرارات التي اتخذتها الدولة فيما يخص التشغيل "غير كافية" و غير ناجعة" كما أن ارتفاع الأسعار في الأسواق يمتص كل الزيادات التي تعرفها الأجور.و دعت الدولة إلى محاربة المضاربة و "أصحاب الحاويات الذين لا زالوا يتحكمون في السوق الداخلية".و من جهة أخرى ، عبرت حنون ، عن اندهاشها من الشكل الذي عالجت به بعض وسائل الإعلام العربية و الغربية احتجاجات الشباب و تأويلاتها "المغرضة و الخطيرة و تضخيمها" لانتفاضة شباب عبر عن غضبه. كما عبرت عن اندهاشها لرد فعل الخارجية الفرنسية التي طلبت من رعاياها عدم التوجه إلى الجزائر معتبرة هذا "موقف غريب" و "ضغط على الجزائر لكي تتراجع عن القرارات التي اتخذتها لحماية الاقتصاد الوطني".و قالت بان الغضب الشباني "المشروع" الناتج عن الوضع الاجتماعي "لم يبلغ حدة و حجم التظاهرات العنيفة التي عرفتها باريس و ضواحيها في ليلة 31 ديسمبر 2010 و الاحتجاجات التي عرفتها دول أخرى". وأضافت أن الجزائر ، "لا تعرف سياسة تقشف كما هو الحال في الدول العديدة التي تضررت من الأزمة الاقتصادية العالمية بل هي في طور الأعمار و الاستثمار كما أن دول عديدة في العالم تعرف مظاهرات تتسم بالعنف نظرا لتداعيات الأزمة الاقتصادية و لم نسمع تعليقات كما حدث حول الجزائر".و بعد أن اعتبرت أن ، "هناك أطراف خارجية يسعدها أن تنهار الدولة الجزائرية لكي تنهب خيراتها" أكدت حنون انه "لا يمكن مقارنة ما يحدث في الجزائر بما حدث في مصر أو تونس أو حتى الكوت ديفوار و لا يمكن القول بأنها تذكر بأحداث أكتوبر 1988 لان أوضاع البلاد اليوم مختلفة تماما سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا". و من جانب آخر ،عبرت عن أسفها ،لهدم الشباب لمنشآت "هي مرافق تحتاجها شرائح واسعة من المجتمع و حتى عائلات هؤلاء الشباب".