خصصت اليوم صحيفة ليكيب الفرنسية صفحة كاملة على نسختها الورقية نشرت فيها حوارا مطولا مع متوسط ميدان الخضر و نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز و الذي تحدّث فيه عن الكثير من القضايا التي طالته مؤخرا حيث أكّد فخره بأصوله العربية الجزائرية كما عبّر عن رغبته في الانتقام ممن انتقدوه و شتموه في بداية الموسم خاصة اثناء مباراة سوشو و مونبولييه في الفاتح من سبتمبر الجاري و التي رفع فيها بعض أنصار سوشو لافتات مكتوب عليها " Ryad dégage "بالإضافة لعبارات عنصرية حول أصوله العربية le sale arabe أو العربي القذر متهمينه بنسيانه السريع لألوان سوشو من أجل عيون مارسيليا الذي كان قريبا من الانتقال إليه. بودبوز قال في بداية حواره مع ليكيب أنه عانى كثيرا هذا الموسم خاصة بعد رحيل زميله مارفن مارتن حيث أكد أنه أصبح كاليتيم داخل المعلب و حتى خارجه منذ مغادرة زميله إلى نادي ليل. بودبوز قال:” نحن كالإخوة، كنا نرى بعضنا يوميا لكن الآن نتكلم مع بعضنا هاتفيا فقط ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع.” بودبوز ردّ على أعدائه ببانينكا جميلة ضد نادي إيفيان في كأس فرنسا بضربة جزاء نفذها بمجازفة كبيرة لكنها كانت نابعة عن رغبته في رد الاعتبار لنفسه و إبراز قدراته. و إليكم حوار ليكيب مع بودبوز كاملا مترجما إلى العربية: صحفي ليكيب يبدأ: أنت شخص مريض حقا ؟ بودبوز: لماذا ؟ لقد قدت سوشو للفوز على ايفيان 3/2 بتسجيلك هدف التعادل بضربة جزاء على طريقة بانينكا و مساهمتك في الهدفين الثاني و الثالث رغم أنك كنت ضحية لهتافات عنصرية من الجماهير؟ بودبوز : لقد قلت في نفسي أنه يجب عليا أن أثبت للجميع بأنني لم أتأثر أبدا و أنني بقيت دائما نفس الشخص الذي يلعب بجنون، في مثل هذه اللحظات عليك أن تفكر في الفريق ذاته بغض النظر عن كل ما يقال أردت أن أبيّن أنني هنا قلبا و قالبا. الصحفي: لكن عندما تأثرت.. بودبوز يقاطع: لم أتأثر، قبل أن أنفذ ركلة الجزاء لم أفكر إلا في حارس المرمى يقول بودبوز لا يثق في نفسه.. لا يستطيع فعلها، قلت في نفسي إذا هو سيختار جهة من المرمى فإذا سددت بانينكا جيدا أعرف أنني سأسجلها و عندما أضع الكرة لا أغير رأيي بل يجب أن أفعلها. الصحفي: بعدها في من فكرت؟ بودبوز: فكرت في عائلتي لقد ساعدتني كثيرا في الفترة الأخيرة لقد كانت فترة سيئة. الصحفي: ألا يوجد لديك أية مشاعر انتقام؟ بودبوز: لا الأمر كان يخص أقلية في الملعب فالناس يعرفون ماذا قدمت للفريق و ماذا سأقدم كذلك هذا العام. لا أريد التحدث عن الانتقام الآن لكن عندما تكون هناك مباراة مهمة في ستاد بونال بسوشو، هنا سيكون الوقت مناسبا… الصحفي: لكنك تحس نفسك كطفل النادي؟ بودبوز: نعم نعم بالتأكيد هنا الكل يحبني و يعرفون من أكون أنا. الصحفي: لاحظنا كذلك أنك محاسب أكثر من الآخرين و لا يتسامحون معك أبدا؟ بودبوز: زميلي في الفريق ماثيو بايبيرن يقول لي دائما أنت لست محظوظ على الرغم من أن هناك أشياءا وجدت من أجلك. الصحفي: لماذا يا ترى؟ بودبوز: لا أدري ربما هذا مرتبط بأسلوبي في اللعب، أنا أفضل اللعب الاستفزازي وعندما لا أقدم أشياءا للفريق ينزعج الناس، لدي رغبة في تحسين فعاليتي مثلما كان عليه الحال ضد ايفيان، عندما ألعب مثلما أحب أكون الأحسن لكن عندما يبدءون في إعطائي تعليمات كيف يجب أن أكون، أو يضعون لي الحواجز يصبح رأسي خشنا.. الصحفي: هل كنت ضحية العنصرية؟ بودبوز: إلى غاية مباراة مونبولييه لم أسمع شيئا عنصريا.. في هذه المباراة كتبوا لي لافتات “رياض غادر” كما سمعت بعض الأمور لدى خروجنا من الملعب.. الصحفي: مثل ماذا ؟ بودبوز: “هنا لست في بلادك أيها العربي القذر” إضافة أنني كنت مع والدتي لقد سمعت كل شيء و هذا ما أزعجني، لقد شعرت بالسوء حقا و أمي كذلك لقد قالت لي : ” لقد قدمت الكثير لسوشو لكن الأنصار يتذكرون الأمور السلبية فقط..” الرجل الذي شتمني كان أمامي و لو لا والدتي لأكل شيئا من عندي.. لكنني فضلت أن يمضي كل هذا بهدوء.. الصحفي: هذا نضج منك فبعد سنوات ذهب ذلك الولد؟ بودبوز: نعم بالتأكيد ( يضحك) السنوات تمر و أنا أكتسب الخبرة، حتى في السنة الماضية عندما أتلقى إساءات أدعها و أمَر، لكن الآن جميع القدامى غادروا و لم يبق إلا إنا عليا أن أعطي مثالا حسنا عنهم.. أحاول أن أتحكم قي نفسي خاصة في بعض الوضعيات.. لقد بدأت شابا و لعبت كأس العالم، أنا قائد فني في سوشو تقريبا و لا يتسامحون معي، عليا أن أسلك سلوكا جيدا في الملعب و خارجه، أنا بمثابة المَعلَم في سوشو… أتلقى ضربات و يجب أن أتحمّل، هذا لا يخيفني نحن في سوشو فقط فإذا كنت سأذهب لناد كبير قد يكون الأمر أسوء.. أفضل أن أتلقى صفعات الآن لكي أستطيع تجاوزها لاحقا، ما يحدث الآن ليس شيئا مهما .. الصحفي: قلت أن موسمك قد بدأ، هل هذا كاف للرد على منتقديك؟ بودبوز: الذين ينتقدونني فليفعلوا ذلك حتى نهاية الموسم إذا أرادو ذلك لا يهمني .. يسيئون لي كذلك لست آبه بهم سأتجاوز كل هذا أريد أن أسجل أهدافا ليفوز سوشو. الصحفي: هذا يشبه القطيعة.. بودبوز: لا يوجد أي قطيعة فعندما أقدم مباريات جيدة الجماهير تصبح هنا و أنا أتصور كيف هم الآن. بغضّ النظر عن فخري بأصولي لن أكون مثل السابق مع بعض الأشخاص فعندما تكون الأمور سيئة معك تعرف نوعية الأشخاص الذين حولك، أنا شخص فخور جدا بنفسي و أحب الانتقام كذلك..( يبتسم..) الصحفي: هل لديك رغبة في الرحيل؟ بودبوز: على الرغم من هذا لا.. أريد البقاء لأثبت لهم أنني شخص قوي و الإجابة الأفضل تكون في الملعب و عندما أسجل سيصفق لي الجمهور و يمكنني حينها أن أقول هذا هو العربي القذر. الصحفي: إنه خطاب ناضج من فتى يمكن أن يكون القائد؟ بودبوز: لا لا أستطيع يوجد لاعبون من أجل فعل ذلك أنا أشجع زملائي، بالنسبة لطريقة لعبي لا يمكنني أن أكون قائدا فأنا أفضل المراوغات و القائد يجب أن يكون مثاليا.. الصحفي: في مباراة مارسيليا قمت بحركة تحيي فيها الإلتراس المارسيلي؟ بودبوز: صحيح لكن هذا لا يعني أنني كنت أشعر أنني لاعب في مارسيليا، لقد كنت أحب هتافات مارسيليا منذ الصغر. الصحفي: لكن هذا حدث في أوج الميركاتو أي أن إسمك كان يجول داخل أروقة نادي مارسيليا؟ بودبوز: أنا لم أتعمّد القيام بهذا أو ربما تُرجم بشكل خاطئ من طرف الأنصار.. الصحفي: و في الأخير لم تنتقل لمارسيليا؟ بودبوز: بصراحة في بداية الميركاتو فكرت في الرحيل لقد تبادلنا كلاما كثيرا و كنت أظن أنني سأمضي هناك، المدير الرياضي جوزي أنيغو قال لي أنه لا يجب عليا القيام بالتربص الأول مع الفريق و يجب عليا أن لا أقلق و أن أرتاح قبل انطلاق التربص الثاني. .. الصحفي: من هو المُخطأ هنا ؟ بودبوز: لا أريد أن ألقي اللوم على مارسيليا أو شخص ما .. إنه القدر أتى هكذا. الصحفي: ألم تعتقد أن الانتقال لمرسيليا كان صعبا لأنه لا يملك المال للتعاقد معك؟ بودبوز: لقد قالوا لي أنهم سيبيعون بعض اللاعبين للتعاقد معي لكن يوم غلق الميركاتو شعرت بالسوء كثيرا و مع ذلك لست حزينا لأنني لاعب محترف و كثيرون يتمنون أن يكونوا مكاني. الصحفي: أ لم يكن هناك عرض آخر لك؟ بودبوز: لا لم يكن هناك عروض، الموسم الماضي كان معقدا جدا من أجل إبراز قدراتي.. الصحفي: الموسم الذي سبقه، سوشو أنهى الموسم في المركز الخامس ب 8 تمريرات لك و 8 أهداف ألم يكن عليك الذهاب حينها؟ بودبوز: لا كان عمري 20 سنة و كان هناك أمورا أخرى لأتعلمها. الصحفي: عندما تشاهد زميلك مارفن مارتن يلعب رابطة أبطال أوروبا مع ليل هل يجعلك هذا ترغب في الرحيل؟ بودبوز: بالتأكيد ملعب جميل و مدينة جميلة.. لكن لا تنسى أن مارتن يكبرني بعامين .. مازال لدي الوقت .. الصحفي: ألا تخاف من خيبة الأمل و عدم النجاح في النهاية؟ بودبوز: لا أبدا لدي ثقة كبيرة في نفسي و في إمكانياتي و أعرف أنه يجب عليا المزيد من العمل، لست خائفا من هذا، أعرف قدراتي.. الموسم بدأ الآن بالنسبة لي و لن أتوقف. الصحفي: كيف تفسر بدايتك السيئة مع سوشو؟ بودبوز: لم أكن أعرف ماذا يجب أن أفعل تدربت و أنا لا أعرف مع من سألعب، لقد كان الأمر معقدا تدربت متأخرا مع الفريق قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق البطولة أردت أن ألعب الكثير من المباريات فلعبت مع الفريق الثاني في القسم الوطني. أردت المغادرة بسرعة لكنني في الواقع ضايقت نفسي فقط. الصحفي: ماذا فعلت لتنطلق من جديد؟ بودبوز: ليس لدي خيار آخر و يبتسم.. أنا بخير هنا، إنه النادي الذي تكونت فيه، عندما انتهى الميركاتو قلت أنه يجب عليا العمل جيدا و تقديم موسم أفضل لكي لا نهبط لليغ 2 كما يعتقد الجميع، سوشو فريق جيد و يستطيع تقديم موسم جيد بالتشكيلة الموجودة. الصحفي: هل المغادرة في شهر جانفي ممكنة؟ بودبوز: سنرى لن أقول أنني أريد الرحيل و لن أقول أنني سأبقى في سوشو كل الموسم.