تستأنف حركة مجتمع السلم هذا الأسبوع الجولة الثانية لطرح مبادرتها السياسية التوافق الوطني والتي تم تخصيصها لعرض المبادرة على الشخصيات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني. ولحد الساعة، لم تحدد الحركة التي يرأسها عبد الرزاق مقري الشخصيات التي سيجري عرض مبادرة التوافق الوطني عليها، لكن العديد من القراءات أشارت أن حمس ستستعين بشخصيات من العيار الثقيل بغية الترويج لهذه المبادرة السياسية التي كانت أحزاب المولاة قد لفظتها بسبب دعوات اقحام الجيش في السياسة والحديث عن المرحلة الانتقالية، كما رفضتها تشكيلات سياسية معارضة بدعوى عدم الجدوى وأنها هي أيصا تحمل في جعبتها مبادرة خاصة بها على غرار جبهة القوى الإشتراكية وحزب العمال والارسيدي. وتشير ذات المصادر، الى أن الرجل الاول في حمس سيزور وزراء سابقين ورؤساء حكومات سابقين أيضا، نظرا لوزنهم الثقيل في الساحة. وقال بعض المراقبين إن مقري سيسعى للتقرب من أي شخصية سياسية تجلب له ولمبادرته القبول الشعبي على غرار الرئيس السابق اليمين زروال الذي يحتفظ بشعبيته الكبيرة. ويرتقب ان تشمل قائمة الشخصيات الوطنية رفقاء سابقين لمقري في مؤتمر مزفران، ويتعلق الامر برئيس الحكومة الاسبق مولود حمروش، ونظيره أحمد بن بيتور، فضلا عن الوزير الاسبق للإتصال عبد العزيز رحابي. بالمقابل، لا يتوقع مراقبون أن يغامر مقري بلقاء شخصيات سياسية محسوبة على التيار الاسلامي وخصوصا من القياديين السابقين في حزب الفيس المنحل، حيث سيجري على الارجح استبدالهم بممثلين عن جمعيات الزوايا والأئمة وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وكان الأمين العام المكلف بشؤون السياسية والاقتصادية لحركة مجتمع السلم، فاروق طيفور، قد اكد أن الحركة ستستأنف الجولة الثانية الخاص بتروج مبادرتها السياسية التوافق الوطني على الشخصيات الوطنية عقب عيد الاضحى المبارك. وأبرز طيفور أن حمس حريصة على عرض مبادرتها على كل أطياف المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، مشيرا إلى أن التوافق الوطني هو الحل الوحيد للبلاد من أجل تجاوز الأزمة التي تتخبط فيها. واكد المتحدث أن حمس تسعى من خلال التعبئة الشعبية لحل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعترف بها السلطة، على حد قوله. للتذكير، فقد التقت حمس بعدة تشكيلات سياسية لعرض مبادرة التوافق الوطني ، في مقدمتها حزب التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، إضافة إلى تشكيلات سياسية من الموالاة والمعارضة.