ساهم قطاع الصناعة التقليدية، بمختلف أنشطته الحرفية، في توفير ما لا يقل عن 18.815 منصب شغل دائم منذ 1999 بولاية ورڤلة، حسب مسؤولي غرفة الصناعة التقليدية والحرف. وتمثل المرأة نسبة 31 في المائة من بين العدد الإجمالي لمناصب الشغل المستحدثة وهي نسبة يتوقع أن تشهد في السنوات القادمة ارتفاعا بالنظر إلى الإقبال المتزايد لهذه الشريحة من المجتمع على ممارسة المهن المتصلة بالصناعة التقليدية سيما منها الفنية، كما أوضح مدير ذات الهيئة، عبد القادر حشاني. وتمارس تلك الحرفيات أنشطة الطرز على القماش والصوف وصناعة الألبسة التقليدية والتحف الفنية علاوة على صناعة الحلويات بشتى أصنافها، يضيف ذات المسؤول. وتسعى غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية ورڤلة إلى توفير مزيد من الشروط الملائمة بما يساعد على ترقية هذا النشاط الذي تمتلك فيه المنطقة قدرات كبيرة ومتنوعة يراهن عليها في أن تكون محركا للتنمية الاقتصادية، الاجتماعية بهذه الولاية. وتتجلى إحدى أوجه تلك المساعي في العمل على دعم الحرفيين ضمن مختلف الآليات المتوفرة باعتبار الصناعة التقليدية واحدة من روافد التنمية السياحية وفتح فضاءات للترويج لمنتجاتهم بغرض تجاوز مشكل التسويق الذي ظل يؤرق فئة حرفيي الصناعة التقليدية وتذليل الصعوبات التي تعترض نشاطاتهم الحرفية مثلما شرح مدير الغرفة. ويتطلع عديد أصحاب المؤسسات المصغرة التي استحدثت بقطاع الصناعة التقليدية بالولاية إلى تمكينهم وبفرص أفضل في الحصول على مشاريع مصغرة بالقطاع في إطار قانون الصفقات العمومية لسنة 2012 الذي يمنح لهذه المؤسسات نسبة 20 في المائة من هذا النوع من المشاريع. استحداث فضاءات للترويج.. ومشاريع أخرى في الأفق بادرت غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية إلى فتح أروقة على مساحة 120 متر مربع على مستوى دار الصناعة التقليدية الواقعة بعاصمة الولاية للسماح للحرفين بعرض و تسويق منتوجاتهم حيث يتوقع أن تصل القيمة الإجمالية للمبيعات هذه السنة إلى نحو 5ر1 مليون دج، مثلما ذكرت مصالح الغرفة. كما تسعى ذات الهيئة أيضا إلى تفعيل نشاط ذات المرفق لدعم نشاط الحرفيين وجعله أكثر مردودية وتنوعا وذلك من خلال التفكير في إعادة تهيئة القاعات العشر به وإعادة تقسميها إلى فضاءات جديدة أصغر حجما بما يسمح بتوزيعها على نحو 50 حرفيا وحرفية. وقدر الغلاف المالي المقترح لإعادة تهيئة دار الصناعة التقليدية التي تتربع على مساحة 7.314 متر مربع ب30 مليون دج وهي العملية المرتقبة التي ستشمل كذلك بعض أشغال الترميم التي ستمس بصفة خاصة الأسقف والجدران. واستفاد قطاع الصناعة التقليدية بولاية ورڤلة خلال السنوات الأخيرة من تسجيل هياكل جديدة من شأنها أن تساهم عند تجسيدها ميدانيا في ترقية مختلف حرف ونشاطات القطاع بالمنطقة على النحو الذي يجعلها مصدرا آخر لتوفير مداخيل مالية إضافية تعزز المجهود التنموي بالولاية. ويبرز في هذا الصدد مشروع إنجاز مركز للصناعة التقليدية على مستوى دائرة أنقوسة، 35 كلم غرب ورڤلة، بالإضافة إلى مشروع دار الصناعة التقليدية بعاصمة الولاية المنتدبة تڤرت، 160 كلم شمال مقر الولاية، كما أشارت إليه غرفة الصناعة التقليدية والحرف. وتحصي ولاية ورڤلة 2.413 حرفي يمارسون الصناعات التقليدية الفنية وهو ما يمثل نسبة 33 في المائة من مجموع الحرفيين المسجلين لدى غرفة الصناعة التقليدية و الحرف البالغ عددهم 7.224 حرفي. ويتوزع مجموع الحرفيين على 1.244 حرفي في الصناعة التقليدية لإنتاج المواد و3.567 حرفي ينشطون في قطاع الخدمات حيث يمثل هذا العدد الأخير نسبة 50 في المائة من إجمالي الحرفيين المسجلين لدى ذات الغرفة. وتزخر هذه الولاية بعديد أنواع الصناعات التقليدية التي تتنوع ما بين السلالة وصناعة الفخار والتحف الفنية والنسيج والألبسة التقليدية والطرز التقليدي والنقش على الجبس والخشب وغيرها من الصناعات التقليدية الأخرى التي لازالت تبدع فيها أنامل الحرفيين المحليين الذين صنعوا مجد الصناعة التقليدية بهذه الولاية.