من المتوقع أن تتجه الجزائر قريبا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بإنتاج القمح وذلك في حال قامت الحكومة بتبني ما توصل إليه بعض الباحثين الذين قاموا بإنتاج أنواع من النباتات التي تنمو بدون ماء، هذا الاكتشاف الذي يعتبر سابقة في تاريخ الإنسانية، والذي سيمكن الجزائر من خفض قيمة الواردات باعتبار أنها كانت تعتمد على استيراد القمح من فرنسا التي تعاني اليوم من مشاكل ما أدى بالحكومة الجزائرية إلى التوجه نحو استيراد القمح الروسي. وفي السياق، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أن الباحثين الجزائريين أنتجوا أنواعا من النباتات التي تنمو بدون ماء، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الماضية التي عرفت شح في الأمطار وفي ظل الحاجة لضمان الأمن الغذائي للبلاد والذي لا يتحقق في غياب المطر بالنظر إلى أن اغلب الزراعات مبنية على الطبيعة وسقوط المطر بشكل طبيعي، الوضع الذي أدى بالباحثين الجزائريين للتفكير في التخلص من هذا المشكل وذلك من خلال إنتاج نوع من النباتات والقمح الذي لا يحتاج الماء، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون له انعكاسات على الإنسانية والمستقبل في حال توفير الإنتاج وهذا الغذاء بالطريقة التي اكتشفها الباحثين وأكد حجار أن الدولة تسعى جاهدة لتعزيز القدرات العلمية والمادية للبلاد بهدف الاكتفاء الذاتي والوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي للوطن وللمواطن، مضيفا أن الإنتاج الفلاحي الوطني يوفر اليوم أكثر من 70 بالمائة من غذاء الجزائريين مع تسجيل فائض في بعض المنتجات مثل التمور وزيت الزيتون والبطاطا والفواكه وأيضا في كثير من الأنعام والحيوانات التي تسمح للبلاد التموقع في السوق الدولية، مشيرا إلى انه بات من الضروري والجزائر في مرحلة تقلصت فيها الموارد المالية بسبب انخفاض سعر المحروقات على الجامعة أن توجه تكويناتها بالتشاور مع القطاعات المعنية نحو القطاع الزراعي والصناعات التحويلية للاستغناء عن الاستيراد أو على الأقل تخفيضه إلى درجات دنيا. روسيا ترسل 40 طن من القمح إلى الجزائر للمعاينة من جهة أخرى، كشفت وكالة سبوتنيك الروسية، أمس بأن مجموعة اختبار من القمح الروسي سيتم إرسالها إلى الجزائر في الأشهر الأولى من 2019، وتتألف الدفعة من حاويتين تحتويان على 40 طناً من الحبوب، حيث سيتم شحنها إلى الجزائر كمحاولة لإقناع السلطات الجزائرية بجودة الحبوب الروسية. ونقلت سبوتنيك عن سيرجي دانكفيرت، رئيس هيئة الرقابة على سلامة الأغذية، قوله إن القيود المفروضة على الحبوب في الجزائر هي سارية المفعول، وأن روسيا تناقش إرسال دفعة اختبار، للتأكد من أنها لا تؤثر على خصائص الحبوب.، مضي فا بالقول لدينا اتفاق، ونحن جاهزون، هناك حاوياتين من 40 طن من الحبوب في المجموع وسيكون هذا القمح مهما جدا في الجزائر، حيث سيتم من خلاله معاينة القمح الروسي واتخاذ قرار شرائه بسعر أقل من القمح الفرنسي الذي يمثل الجزء الأكبر من الواردات الجزائرية. وفي نهاية شهر سبتمبر، أعلن محمد بلعبدي، المدير العام للديوان الجزائري المهني للحبوب أن الجزائر مهتمة للغاية باستيراد القمح الروسي، الأمر الذي أخاف المصدرين الفرنسيين. الجزائر من اكبر مستوردي ومستهلكي القمح وبالعودة إلى بعض التقارير التي أجريت حول استهلاك واستيراد الجزائر للقمح، كشف تقرير صادر عن المصالح الفلاحية الخارجية التابعة لكتابة الدولة الأمريكية للزراعة، تحت عنوان الحبوب.. الأسواق العالمية والتجارة ، الذي صدر شهر أوت الماضي عن تواجد الجزائر ضمن أهم الدول المستوردة والمستهلكة للقمح، حيث قدر متوسط استيراد القمح بالنسبة للجزائر خلال السنوات الخمس الماضية ما بين 7.2 و8.4 مليون طن متري، واستهلاك إجمالي يفوق 10 ملايين طن سنويا.