انطلقت، اول امس بالمقاطعة الإدارية تيميمون (220 كلم شمال أدرار)، فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لتراث أهلليل، حيث تخلد هذه الطبعة ال12 منه روح الراحل مولاي سليمان الصديق، المعروف ب مولاي تيمي . ويأتي هذا التخليد لمناضل التراث الراحل عرفانا بالمجهودات التي بذلها في سبيل خدمة تراث المنطقة ومرافقته للباحثين والمهتمين طيلة حياته، على غرار ما قام به مع الباحث الأكاديمي الراحل مولود معمري وغيره من الباحثين والإعلاميين. وعرفت مراسم انطلاق المهرجان، التي جرت تحت إشراف السلطات المحلية وبحضور الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، ورئيسة المفوضية الوطنية لحماية وترقية الطفولة، مريم شرفي، إقامة حفل إستعراضي متميز اصنعت ديكوره مختلف الطبوع التراثية والفلكلورية المعروفة بالمنطقة التي أبدعت فيها فرق الجمعيات المشاركة التي توالت عبر المسار المخصص لها بشارع أول نوفمبر بوسط مدينة تيميمون، حيث استقطب هذا الحفل جمهورا غفيرا من السكان وضيوف وزوار إقليم قورارة. وتهدف هذه التظاهرة التراثية إلى الإحاطة بتراث أهلليل الذي صنف ضمن روائع التراث العالمي غير المادي من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، من خلال العمل على توثيق هذا التراث في مختلف الوسائط بالتعاون مع شيوخ أهلليل والجمعيات المهتمة على مستوى إقليم قورارة، حسبما أشار إليه محافظ المهرجان. وتتضمن هذه الفعالية الثقافية إقامة سهرات تراثية تحييها 24 فرقة تنشط ضمن جمعيات أهلليل، إلى جانب تنشيط ندوة فكرية حول الليل ومحكى الإزلوان من خلال مقاربة في طقس الأداء الليلي لأهلليل يؤطرها أساتذة جامعيون ومهتمون بالتراثي، مثلما أضاف أحمد جولي. كما برمجت على هامش هذه الفعالية الثقافية ندوة فكرية بالتنسيق مع مخبر فضاء الصحراء في مدونة السرد الجزائري بجامعة أدرار والمكتب الولائي لجمعية بيت الشعر، والتي سيؤطرها أكاديميون وباحثون. وستعالج الندوة، التي ستقام على مستوى المكتبة العمومية للمطالعة بالمقاطعة الإدارية تيميمون، جملة من المحاور تتعلق بمختلف جوانب هذا التراث الأمازيغي الأصيل، إضافة إلى استعراض نماذج من الإبداع الشعري الزناتي الذي تحفل به المنطقة. وستكون الفرجة مضمونة للوافدين على الواحة الحمراء للإستمتاع بسهرات تراثية من عمق الثقافة المحلية العريقة والتي ستقام بمسرح الهواء الطلق بمدينة تيميمون والتي تنشطها جمعيات تراث أهلليل طيلة أيام التظاهرة.